أزمة السكن الجامعي بأكادير..كراء غرف ب1400 درهم يفوق طاقة الطلبة

أزمة السكن الجامعي بأكادير..كراء غرف ب1400 درهم يفوق طاقة الطلبة
حجم الخط:

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

مع انطلاق الموسم الجامعي 2025-2026، يجد آلاف الطلبة الجدد والعائدين إلى مقاعد الدراسة بجامعة ابن زهر أنفسهم في مواجهة معضلة متكررة كل عام، في رحلة البحث عن سكن بأسعار معقولة في مدينة تعرف ارتفاعًا مهولًا في كلفة الإيجار.

ففي الأحياء المجاورة للجامعة، مثل السلام والداخلة، قفزت أسعار كراء الغرف إلى مستويات غير مسبوقة، إذ بلغ ثمن الغرفة الواحدة ما يفوق 1400 درهم شهريًا، وهو مبلغ يعجز كثير من الطلبة المنحدرين من أسر محدودة الدخل عن توفيره، خصوصًا في ظل غياب بدائل حقيقية من طرف الجهات المعنية.

وبسبب هذا الارتفاع، أصبحت شقق صغيرة مكونة من غرفتين أو ثلاث تتجاوز كلفتها الإجمالية 5000 درهم، ما يدفع الطلبة إلى تقاسم المساحات في ظروف غير مواتية للتحصيل العلمي.

يشير بعض الطلاب بكليات جامعة ابن زهر ، في تصريح ل” هبة بريس ” إلى أنه
” هناك ازمة خانقة وظروف غير إنسانية يعيشها الطلبة ، بعد ان ادلو بمعطيات تشير ان هناك ثلاثة طلبة في غرفة لا تتجاوز مساحتها 6 أمتار مربعة، مع ما يترتب عن ذلك من غياب للراحة والاستقرار النفسي”.

من جهة أخرى، اشتكى طلبة من ممارسات بعض الملاك الذين لا يترددون في تأجير مطابخ أو مستودعات على أنها “غرف سكنية”، رغم غياب الشروط الدنيا للتهوية أو الإضاءة، وبأثمنة تفوق 1200 درهم في بعض الحالات.

السماسرة بدورهم زادوا الطين بلة، حيث يستغل بعضهم حاجة الطلبة ويقومون بفرض عمولات مرتفعة قد تصل إلى 500 درهم، بينما يعمد آخرون إلى كراء الشقق ثم إعادة تقسيمها وكرائها بأثمان مضاعفة، في غياب أي مراقبة أو تدخل من الجهات المسؤولة.

ويُجمع عدد من الفاعلين في الحقل التربوي والحقوقي على أن أزمة السكن الجامعي بأكادير باتت تتطلب تدخلًا استعجاليًا لإعادة تنظيم السوق وضمان احترام كرامة الطلبة وحقهم في سكن لائق، خصوصًا أن الأمر يتعلق بحق دستوري يهم فئة عريضة من المجتمع.
في انتظار حلول ملموسة، يواصل طلبة جامعة ابن زهر تحدي الظروف الصعبة، آملين في أن تتغير السياسات وأن تتوفر لهم بيئة أكثر عدلًا وأقل استنزافًا للموارد، حتى يتمكنوا من التركيز على الهدف الأسمى: التحصيل العلمي وبناء المستقبل.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً