أفراد الجالية المغربية بإسبانيا يجددون الولاء.. ويحتفلون بالعيد دون شعيرة الذبح

سعيد الحارثي – مدريد

احتفلت الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، صباح اليوم الجمعة، بعيد الأضحى المبارك في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتقوى، وسط مشاهد مؤثرة من التآزر والاعتزاز بالهوية الوطنية والدينية.

وفي مختلف المدن الإسبانية، من مدريد وبرشلونة إلى فالنسيا ومالقة وإشبيلية و مورسيا، شهدت المصليات والمساجد توافد المصلين منذ الساعات الأولى لأداء صلاة العيد جماعة.

ما ميز عيد الأضحى لهذه السنة بشكل خاص، هو التفاعل الكبير من طرف الجالية المغربية مع قرار أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي تم بموجبه إلغاء شعيرة الذبح داخل التراب الوطني للمملكة المغربية، بسبب الظرفية الاستثنائية المرتبطة بالجفاف ونقص رؤوس الأغنام.

ورغم أن القرار لا يشمل الجاليات المغربية بالخارج، إلا أن أفراد الجالية في إسبانيا اختاروا بإرادتهم الحرة الامتناع عن ذبح الأضاحي تضامنًا مع إخوانهم في الداخل، في صورة راقية من صور الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والديني تحت قيادة موحدة.

وقد عبّر عدد من أفراد الجالية عن فخرهم واعتزازهم بهذه المبادرة التي تجسد الانتماء العميق لوطنهم، والتفافهم حول المؤسسة الملكية، مؤكدين أن التضحية الكبرى في هذا العيد كانت التضامن والإنسانية، وليس الذبح في حد ذاته.

مرت صلاة العيد في أجواء يملؤها الخشوع والتقرب إلى الله، حيث صدحت المكبرات بالتكبيرات، وتزينت الساحات والمساجد بالمصلين الذين ارتدوا أجمل اللباس التقليدي المغربي. وقد ركز الخطباء في خطبهم على معاني العيد الحقيقية من طاعة الله، والتضحية، والصبر، والتكافل بين المسلمين، مؤكدين على أهمية الوحدة في مواجهة التحديات.

كما شهدت بعض المساجد بعد الصلاة تنظيم لقاءات أخوية، وموائد إفطار جماعية، وتوزيع هدايا رمزية على الأطفال، في محاولة لغرس فرحة العيد وقيمه السامية في نفوس

ورغم البعد الجغرافي عن الوطن، أكد العديد من أفراد الجالية أن أجواء العيد في المهجر تحمل نكهة خاصة، لما تشهده من تلاقي وتضامن بين مختلف فئات الجالية. وشددوا على أن خيار التضامن هذه السنة منح العيد طابعًا إنسانيًا أعمق، وربطهم أكثر بالوطن الأم.

بهذا الاحتفال المميز، تكون الجالية المغربية في إسبانيا قد قدمت نموذجًا مشرفًا في الوعي الجماعي، والانضباط الأخلاقي والديني، والالتفاف حول التوجيهات السامية، مجسدة بذلك أروع معاني المواطنة الصادقة، والوفاء لأهداب العرش العلوي المجيد



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى