هبة بريس – عبد اللطيف
شهد محيط المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير، مساء اليوم الأحد، وقفة احتجاجية ضخمة، تم على اثرها تطويق بوابة المستشفى بالقوات الامنية ، نظرا لمشاركة مئات المواطنين، في تحرك شعبي يعكس حجم الغضب المتزايد تجاه ما وصفوه بـ”الانهيار التام للمنظومة الصحية” داخل هذه المؤسسة العمومية.
المشاركون في الوقفة، وبينهم أسر لمرضى وفاعلون من المجتمع المدني، أعربوا عن استيائهم الشديد من الوضع الصحي الراهن، ورفعوا شعارات ولافتات تطالب بإصلاح جذري للقطاع الصحي العمومي، مؤكدين على ضرورة توفير خدمات علاجية مجانية وذات جودة لجميع المواطنين، دون استثناء.
الاحتجاجات جاءت في سياق تزايد شكاوى الساكنة من ما يعتبرونه تراجعاً خطيراً في مستوى الرعاية الصحية داخل المستشفى، وسط حديث عن نقص حاد في الأطر الطبية، وتعطل متكرر للأجهزة، إلى جانب الاكتظاظ وغياب التجهيزات الأساسية.
وقد سجل حضور أمني لافت في محيط المستشفى، حيث طوقت عناصر القوات المساعدة المكان لتأمين الوقفة، التي تميزت بسلميتها رغم حدة الشعارات الموجهة للحكومة ووزارة الصحة، واللتين وُجهت إليهما أصابع الاتهام بالمسؤولية عن الوضع المتأزم.
وتعزز هذا الاحتقان بعد تداول فيديو سابق نشره الطبيب أحمد الفارسي، المنتسب للمستشفى ذاته، كشف فيه عن ظروف العمل الصعبة داخل المؤسسة، مشيراً إلى مشاكل بنيوية تؤثر سلباً على أداء الطاقم الطبي وعلى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
ووفق شهادات بعض المشاركين، فإن الوصول إلى الخدمات الطبية بات تحدياً يومياً، حيث تتجاوز مواعيد الفحوصات الآجال المقبولة، ويضطر العديد من المرضى إلى التوجه للقطاع الخاص أو التنقل إلى مدن أخرى بحثاً عن العلاج.
ويطالب المحتجون بتدخل عاجل من الجهات المعنية لإعادة الاعتبار للمستشفى الجهوي كمرفق حيوي يخدم منطقة كبرى مثل أكادير الكبير، مع ضرورة توفير الموارد البشرية والمعدات الكفيلة بضمان الحق الدستوري في العلاج.
0 تعليقات الزوار