أكادير.. جامعة ابن زهر في مرحلة انتقالية “حرجة” في انتظار رئيس جديد

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

تعيش جامعة ابن زهر بأكادير هذه الأيام على وقع مرحلة انتقالية دقيقة، في ظل ترقب تعيين رئيس جديد لقيادة المؤسسة التي تعد من أكبر الجامعات المغربية من حيث عدد الطلبة والشُعب.

هذا الترقب يأتي في سياق حساس، إذ تواجه الجامعة مجموعة من التحديات والملفات الإصلاحية التي باتت تفرض نفسها على أجندة الإدارة الجديدة المرتقبة.

ويُعد ملف الحكامة والتدبير من أبرز القضايا المطروحة بقوة، خصوصاً بعد تفجر قضايا ترتبط بسوء التسيير وغياب الشفافية، وصلت حدّ التحقيقات القضائية في ملفات تخص منح شواهد الماستر بطرق مشبوهة هزت الرأي العام الجامعي والوطني، مؤخراً، بعد اعتقال أستاذ جامعي تابع لكلية الحقوق، على خلفية اتهامات ثقيلة تتعلق بالمتاجرة في شواهد الماستر، وهي القضية التي لازالت أطوارها قيد التحقيق لدى محكمة جرائم الاموال بمراكش.

هذه الفضيحة، وإن لم تكن الوحيدة من نوعها، كشفت عن واقع مقلق يهم منظومة القبول والتكوين داخل الجامعة، وطرحت تساؤلات حقيقية حول نزاهة المسارات الأكاديمية ومعايير الانتقاء والولوج إلى برامج الماستر والدكتوراه.

إلى جانب ذلك، تعرف الجامعة تحديات تنظيمية وبيداغوجية تتطلب إصلاحاً هيكلياً، لاسيما مع تزايد الضغط على البنية التحتية وضعف التجهيزات مقارنة بالعدد المتزايد للطلبة، فضلاً عن النقص المسجل في الموارد البشرية والإدارية.

ويرى متتبعون أن الرئيس الجديد لابن زهر سيجد نفسه أمام مسؤوليات جسيمة، تبدأ بإعادة الثقة داخل الوسط الجامعي وتمر عبر تفعيل آليات الحكامة الرشيدة، وتطهير محيط المؤسسة من أي شبهات أو ممارسات تسيء إلى سمعتها الأكاديمية، كما يُنتظر منه الدفع بمشاريع التكوين والبحث العلمي نحو الجودة والابتكار، بما يتلاءم مع رهانات الجهوية المتقدمة ومتطلبات سوق الشغل.

مقابل ذلك تستمر الأصوات الطلابية والنقابية في التعبير عن القلق من استمرار الفراغ في القيادة، محذرة من أن أي تأخر في الحسم في تعيين الرئيس الجديد قد يزيد من تعقيد الأوضاع، ويؤثر على سير الموسم الجامعي المقبل.

وسط كل هذه الملفات، يبقى الأمل معلقاً على أن يحمل التعيين الجديد نفساً إصلاحياً حقيقياً يعيد للجامعة مكانتها كمؤسسة للعلم والمعرفة، ويحصّنها من كل أشكال العبث والاستغلال.

ويتداول الوسط الجامعي هذه الأيام ثلاث أسماء مرشحة لمنصب رئاسة جامعة إبن زهر، لها تجربة في التسيير، في حين الاسم الأكثر حظا قد يكون من خارج جهة سوس ماسة، مصادر تقول أن الاسم المرشح للرئاسة يحظى بدعم من وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي، وما يزيد من هذا المعطى أن جامعة ابن زهر سبق في عهد الوزير السابق ميراوي، أن تم اختيار الرئيس السابق عبد العزيز بن ضو لولاية ثانية، غير أن التعديل الحكومي بعد استوزار ميداوي عصف بالرئيس المنتهية ولايته، وأعلن عن فتح ترشيح جديد، وهو ما تم بخصوصه إجراء عملية انتقاء إسم الرئيس القادم.

وكل من سأل عن مصير تقرير لجنة التفتيش التي حلت بالجامعة بعد تفجير قضية الماسترات، فإن هناك توجه سيتم الإعلان عليه مباشرة بعد تعيين الرئيس الجديد، الذي سوف يقوم بإعادة تشكيل لائحة جديدة مقابل إبعاد كل من تم الإشارة إليه في تحقيق اللجنة المركزية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى