عمر الرزيني : مكتب برشلونة
طالبت النيابة العامة في سانتا كروز دي تينيريفي بجزر الكناري بإنزال عقوبة السجن لمدة 15 عاماً في حق رجل من أصل مغربي، تتهمه باغتصاب فتاة قاصر كانت في حالة سكر شديد أثناء احتفالات كرنفال عام 2024.
وحسب ما ورد في ملف القضية، فإن الضحية قاصر تخضع لوصاية حكومة جزر الكناري، لكنها حصلت على إذن استثنائي لزيارة والدتها لبضعة أيام. وخلال هذه الفترة، التحقت رفقة صديقتين قاصرتين، وهما أيضاً مهاجرتان غير مصحوبتين، بفعاليات الكرنفال التي تعرف إقبالاً جماهيرياً كبيراً.
و تشير التحقيقات إلى أن الفتاة كانت قد استهلكت الكحول طيلة اليوم، ما جعلها في وضعية هشّة وفاقدة للقدرة على المقاومة. وعندما ذهبت إلى الحمام، اقترب منها المتهم واستغل حالتها، ليقتادها إلى حمام النساء، حيث وقعت الجريمة داخل أحد الأكشاك دون أي شكل من أشكال الرضا أو الموافقة.
وطالبت النيابة، إلى جانب العقوبة السجنية، بفرض إجراءات وقائية صارمة، أبرزها منع المتهم من الاقتراب من الضحية أو الاتصال بها لمدة 20 عاماً. و منعه من العمل في أي وظيفة تتطلب احتكاكاً مباشراً بالقاصرين لمدة 10 سنوات، كما ألزمته بأداء تعويض مالي قدره 15 ألف يورو للضحية عن الأضرار النفسية والمعنوية التي تعرضت لها.
القضية أعادت إلى الواجهة النقاش حول قضايا حماية القاصرين في جزر الكناري، خاصة أولئك المهاجرين غير المصحوبين، الذين غالباً ما يواجهون أوضاعاً اجتماعية هشّة قد تجعلهم عرضة لمثل هذه الانتهاكات. كما تسلط الضوء على التحديات الأمنية المصاحبة للمهرجانات الكبرى مثل الكرنفال، حيث يختلط الحشد الكبير باستهلاك الخمر، ما قد يفتح المجال لوقوع حوادث خطيرة.
ويُرتقب أن يشكل الحكم في هذه القضية، عند صدوره، محطة مهمة في النقاش الدائر حول ضرورة تشديد الإجراءات الوقائية وضمان حماية أفضل للقاصرين في مثل هذه الفضاءات العامة
0 تعليقات الزوار