إنزكان.. منع المدير الجهوي لوزارة الثقافة من دخول مهرجان الروايس يثير “السخرية”

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

لا يختلف اثنان على أن مهرجان الروايس بالدشيرة الجهادية كان يتوقع له أن يكون أحد أبرز الفعاليات الثقافية في سوس ولكن، وبالرغم من الرعاية الملكية السامية والشراكة بين وزارة الثقافة وجماعة الدشيرة وعمالة إنزكان أيت ملول، فإنه اختتم فعالياته في الدورة الثالثة عشرة وسط سلسلة من المهازل التنظيمية التي أثارت تساؤلات كبيرة حول كيفية إدارة مثل هذه التظاهرات التي تُمول من المال العام.

في مساء يوم أمس الأحد 27 يوليوز، حصل حدث غريب سلط الضوء على حجم الفوضى التي شابت هذا المهرجان. حيث تم منع المدير الجهوي لوزارة الثقافة، رفقة بعض الأسماء المعروفة التي كان من المفترض أن تشرف على التنظيم، من دخول المهرجان، و الحجة التي قدمها رجال القوات المساعدة كانت بسيطة: عدم وجود دعوة من المنظمين. وهو أمر أثار السخرية، خاصة أن الوزارة نفسها التي ينتمي إليها المدير الجهوي كانت جزءاً من الشراكة في التنظيم.

في مشهد كوميدي، عاد المدير الجهوي ورفاقه أدراجهم بعد فشلهم في الدخول، ليتوجهوا إلى إحدى محطات البنزين في المدينة لتناول العشاء، بينما كان الموقف يثير الأسئلة حول مدى جدية واحترافية التنظيم. وبدا وكأن حال المدير يقول: “اللهم طاجين سوسي أو شوهة أمام بوابة المهرجان!”

هذه الحادثة، التي تبدو وكأنها نكتة سخرية في حد ذاتها، تكشف عن العشوائية التي تطبع العديد من المهرجانات التي تستفيد من المال العام، ولكن دون أي مراعاة للمعايير التنظيمية أو المهنية. وعلى الرغم من أن الحدث كان تحت الرعاية الملكية، إلا أن المهرجان افتتح وسط مشاكل صوتية واضحة، حيث غابت الهندسة السمعية الاحترافية، ليؤدي الفنانات والفنانون عروضهم وسط تقطع في الصوت وصدى مزعج، مما أعطى انطباعاً سيئاً عن مستوى التنظيم.

من جانب آخر، أظهرت الحادثة أيضاً تجاهل المنظمين لوسائل الإعلام المحلية والوطنية، حيث تم إقصاؤها بشكل شبه كامل من التغطية، واقتصار المهرجان على منابر إعلامية معدودة. وهو ما يُعدّ بمثابة خرق لحرية التعبير وعدم احترام لحق الصحافة في تغطية مثل هذه الأحداث.

هذه المهازل لا يمكن أن تمر دون أن تثير غضب متتبعي الشأن الثقافي في المنطقة. إن المنتظر الآن من المدير الجهوي الجديد هو أن يتحرك بشكل حاسم لوضع حد لهذه العشوائية، وأن يُنهي مثل هذه الممارسات التي تسيء للمهرجان ولصورته في أذهان الجميع.

يُتوقع منه أيضاً أن يعيد بناء الثقة بين المنظمين والصحافة، وأن يفتح قنوات تواصل حقيقية مع وسائل الإعلام المحلية والوطنية.

ويعتبر مهرجان الروايس بجهة سوس ماسة ذو دلالة ثقافية كبيرة، وكان يمكن أن يكون فرصة لتعزيز الهوية الثقافية لسوس ولكن هذه السلسلة من الأخطاء التنظيمية تكشف عن هشاشة النظام الثقافي والإداري الذي يمر عبره المهرجان، وتُحمل المسؤولين عن هذه التجاوزات تبعات الفشل في الوصول إلى المستوى الذي يتطلبه الحدث.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى