الجالية المغربية بمورسيا تطالب بضبط النفس وسط تصاعد خطير في الشوارع

سعيد الحارثي – مدريد

لازالت مورسيا، وبالضبط منطقة توري باتشيكو، تعيش على وقع الصدمة بعد الاعتداء الذي تعرّض له مسن إسباني، في واقعة لم تُحسم ملابساتها بعد، لكنها فتحت الباب على مصراعيه أمام انفلات خطير في الخطاب العام تجاه الجالية المغربية.

وشهدت المدينة، مساء أمس الجمعة، مظاهرة حاشدة سرعان ما خرجت عن السيطرة، حيث رُفعت خلالها شعارات عنصرية صريحة، طالبت بـ”رحيل المغاربة”، وسط أجواء مشحونة بالخوف والتوتر.

وفي تطور مقلق، ظهر فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق شتائم مباشرة بحق المغاربة، بلغة تحريضية وعنصرية فاضحة، ما أثار موجة استياء عارمة داخل أوساط الجالية، ودفع عددًا من الجمعيات إلى دق ناقوس الخطر، محذّرة من أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.

ورغم كل الاستفزازات، اختارت الجالية المغربية في “توري باتشيكو” التمسك بالهدوء، داعية إلى ضبط النفس وتفادي أي احتكاك مباشر مع العناصر المتطرفة. وقال أحد أفراد الجالية:
“ما نراه ليس احتجاجًا، بل تحريضًا وكراهية واضحة. نحن هنا منذ سنوات، نعيش ونشتغل بكرامة، ولا نقبل أن نُعامل كغرباء أو كبش فداء.”

من جانبها، حذّرت جمعيات حقوقية محلية من خطر انزلاق الوضع نحو صدام اجتماعي، مطالبة السلطات الإسبانية باتخاذ خطوات فورية لحماية الجاليات الأجنبية وضمان أمنها وسلامتها.

الوضع في توري باتشيكو لم يعد يحتمل التأخير، ويتطلب تدخلًا مسؤولًا وسريعًا لإعادة الهدوء، ومحاسبة كل من يروّج لخطاب الكراهية، أياً كانت خلفياته أو مبرراته.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى