هبة بريس-الحسيمة
أقدمت الشركة الجهوية المتعددة الخدمات بإقليم الحسيمة، يوم أمس، على إصلاح ثلاثة “روكارات” بكل من جماعتي الرواضي وبني بوفراح، في استجابة فورية لشكايات تقدمت بها الساكنة منذ مدة. وقد أعطى المدير الإقليمي للشركة المتعددة الخدمات
تعليماته بشكل عاجل فور توصله بالخبر، مما أتاح التدخل السريع ومعالجة الأعطاب التي كانت مصدر معاناة يومية للمواطنين.
هذا التدخل، على بساطته التقنية، يعكس دلالات أعمق ترتبط بالمرحلة الجديدة من تدبير المرافق العمومية بعد انتقال مهام الماء والكهرباء والتطهير السائل من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلى الشركة الجهوية المتعددة الخدمات. فالمواطنون الذين استحسنوا سرعة التفاعل مع مطالبهم، وجدوا في هذا السلوك الميداني مؤشراً على تغيير في منهجية التدبير، يقوم على القرب والسرعة والنجاعة.
إن إقليم الحسيمة، شأنه شأن باقي أقاليم المملكة، يعاني من إشكالات متراكمة مرتبطة بالبنية التحتية الأساسية، لاسيما في العالم القروي حيث تشكل شبكات الماء والتطهير تحدياً دائماً أمام الساكنة والمنتخبين المحليين. ومع بروز الشركات الجهوية كآلية جديدة للتدبير، يطرح السؤال حول قدرتها على تقديم نموذج مختلف يعزز ثقة المواطنين ويكرس مبادئ الحكامة الجيدة.
التجربة الميدانية الأخيرة بجماعتي الرواضي وبني بوفراح، وإن كانت محدودة من حيث حجم التدخل، فإنها ترسم صورة أولية لنهج الشركة الجديدة القائمة على الإنصات السريع لشكايات الساكنة، والتفاعل الفوري مع حاجياتها اليومية. هذه المقاربة قد تسهم في إعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسة، بعد سنوات من الانتقادات التي طالت التدبير السابق.
ويبقى الرهان الأساسي اليوم هو أن تتحول مثل هذه التدخلات من مبادرات معزولة إلى سياسة منهجية، تضع تحسين الخدمات العمومية في صلب عمل الشركة الجهوية المتعددة الخدمات، vاسي في التنمية المحلية.
0 تعليقات الزوار