هبة بريس : ع.صياد
نجح المخرج خالد إبراهيمي في جذب الأنظار دولياً بفيلم “حب في الداخلة”، بعد تتويجه بالجائزة الكبرى لمهرجان فاكاص في الكوت ديفوار. التقدير هذا يعكس قوة السينما المغربية وقدرتها على فرض حضورها في المحافل الإفريقية والدولية، ويؤكد أن المغرب أصبح لاعباً رئيسياً في صناعة السينما بالقارة.
الفيلم، الذي كتب سيناريوه عبد الإله الحمدوشي وجرى بدعم من المركز السينمائي المغربي، يُعد أول عمل سينمائي طويل يُصوّر بمدينة الداخلة من حيث الفكرة والإنتاج. وقد حرص إبراهيمي على تقديم رؤية فنية تمزج بين جمال الطبيعة وعمق التجربة الإنسانية، من خلال تصوير ثنائية المكان والروح.
تتمحور أحداث الشريط حول شخصيتين رئيسيتين: ماجدة التي تتجاوز تجربة مرض السرطان وتستعيد حياتها، وحسناء التي تتعرض لخيانة زوج محتال يسعى للاستيلاء على ممتلكاتها. تقود الأزمات المتلاحقة البطلتين إلى اتخاذ قرار السفر نحو الداخلة، حيث تجد ماجدة السكينة في أجواء الزوايا الروحية، بينما تكتشف حسناء معنى مختلفا للحياة عبر تجربة ركوب الأمواج وعلاقتها بمدربها.
شارك في بطولة الفيلم ثلة من الوجوه الشابة، من بينهم: فاطمة الزهراء بلدي، غيثة برادة، يوسف بنحيون، يوسف بلدي، طه بنعيم، محمد بوشايت، غالي كريميش والحبيب لوديكي، الذين أضفوا لمسة شبابية مميزة على العمل.
كما اشتغل إبراهيمي والحمدوشي على تعميق الأبعاد النفسية للشخصيات، مع اعتماد موسيقى مغربية وأمازيغية وعربية ذات إيقاعات هادئة، عززت الأجواء الروحية والوجدانية للفيلم، إضافة إلى مشاهد صامتة للصحراء والبحر عكست رحلة البحث عن الذات والسلام الداخلي.
بهذا التتويج، يخط المخرج خالد إبراهيمي فصلا جديدا في مسار السينما المغربية، مؤكدا أن الداخلة لم تعد فقط وجهة سياحية، بل تحولت إلى فضاء فني وإبداعي يحتضن مشاريع كبرى قادرة على إيصال المغرب إلى واجهة السينما العالمية.
0 تعليقات الزوار