النظام العسكري يصدر مذكرتي توقيف دوليتين ضد الجزائري كمال داوود

هبة بريس

في فصل جديد من التوترات المتواصلة بين الجزائر وفرنسا، أصدرت السلطات القضائية الجزائرية مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا، كمال داوود، الحائز على جائزة “غونكور” الأدبية لعام 2024، وذلك على خلفية روايته الأخيرة “الحوريات” التي حُظرت في الجزائر، واعتُبرت مسيئة.

تمسك باريس بحرية التعبير

ووفقاً لتقارير إعلامية فرنسية، فإن وزارة الخارجية الفرنسية أكدت يوم الثلاثاء أن الجزائر أبلغت باريس رسمياً بإصدار مذكرتي التوقيف ضد داوود، وهو ما أثار موجة ردود فعل في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية، خصوصاً في ظل استمرار الجدل حول اعتقال الكاتب الفرنسي من أصل جزائري بوعلام صنصال داخل الجزائر.

المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستوف ليموان، أشار إلى أن بلاده “تتابع القضية عن كثب”، واصفاً داوود بأنه “كاتب معروف ويحظى بالاحترام”، مؤكداً تمسك باريس بحرية التعبير، في إشارة ضمنية إلى احتمال عدم استجابتها لمذكرة التوقيف الصادرة عن الجزائر.

رواية “الحوريات”، التي أثارت الجدل، تروي قصة فتاة فقدت صوتها بعد تعرضها لمحاولة ذبح على يد متشدد خلال الحرب الأهلية الجزائرية في التسعينيات.

وتقول السلطات الجزائرية إن القصة تتطابق مع معاناة امرأة تُدعى سعيدة عربان، ظهرت لاحقاً على التلفزيون الرسمي وأعلنت أن الرواية تستند إلى تجربتها الخاصة.

جلسات المحاكمة في فرنسا

مصادر فرنسية أفادت بأن داوود ينفي وجود أي صلة بين روايته وحياة عربان، إلا أن الأخيرة رفعت دعويين، واحدة في الجزائر وأخرى في فرنسا، تتهمه فيهما بانتهاك خصوصيتها واستغلال معطيات حصل عليها خلال جلسات علاج نفسي، كانت تخضع لها لدى معالجة نفسية أصبحت لاحقاً زوجته.

ومع اقتراب أولى جلسات المحاكمة في فرنسا يوم الأربعاء، تكثف الصحافة الفرنسية الحديث عن الخلفيات السياسية للقضية، في ظل تصعيد الضغط الرسمي على عدد من المثقفين الجزائريين المعارضين، ومنهم بوعلام صنصال المعتقل حالياً بسبب مواقفه المنتقدة لرواية النظام الجزائري بشأن الحقبة الاستعمارية الفرنسية.

من جهتها، عبّرت دار النشر الفرنسية “غاليمار”، التي نشرت الرواية، عن تضامنها الكامل مع داوود وزوجته، ووصفت ما يحدث بـ”الحملة المنظمة”، مشددة على أن الرواية تندرج ضمن حرية الخيال الأدبي ولا يمكن اعتبارها توثيقاً لحياة شخصية حقيقية.

توتر دبلوماسي

وتأتي هذه الأزمة في سياق توتر دبلوماسي مزمن بين الجزائر وباريس، تأجج مؤخراً بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليوز الماضي، ما أثار غضب الجزائر، الحليف التقليدي لجبهة البوليساريو.

وفي فرنسا، أعرب العديد من المدافعين عن حرية الإبداع عن خشيتهم من أن تتحول قضية داوود إلى عامل توتر إضافي يعمّق القطيعة بين البلدين، خاصة أن الأمر يتعلق بكاتب مرموق يتبوأ مكانة رفيعة في المشهد الأدبي الفرنسي، وتأتي قضيته بعد أسابيع من الأزمة المتعلقة باعتقال صنصال.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى