انتخابات على الأبواب.. هل يعاقب سكان فاس المنتخبين المتقاعسين؟

انتخابات على الأبواب.. هل يعاقب سكان فاس المنتخبين المتقاعسين؟
حجم الخط:

هنا بريس

 

فاس بين إرث الماضي وتحديات المستقبل مع اقتراب الانتخابات

مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، تعود مدينة فاس إلى صدارة النقاش العمومي، وسط تساؤلات حادة حول مستقبلها السياسي والتنموي. فالمدينة التي كانت عبر التاريخ منارة للعلم والتجارة والثقافة، تبدو اليوم عالقة بين واقع متعثر وتطلعات سكان يتساءلون: هل يجدد الناخبون الثقة في نفس الوجوه التي تولت التسيير لعقود، أم أن لحظة المحاسبة قد حانت لمن أخلفوا الوعود؟

خلال السنوات الأخيرة، تزايدت شكاوى المواطنين من بطء تنفيذ المشاريع وغياب حلول ملموسة لملفات حيوية كالنقل الحضري، البنية التحتية، وخلق فرص الشغل. ويرى كثيرون أن فاس لم تستفد بما يكفي من الاستثمارات، مقارنة بمدن مغربية أخرى، رغم ما تزخر به من مؤهلات اقتصادية وسياحية وثقافية كبيرة.

دور وزارة الداخلية في تحريك عجلة التنمية

ما لفت الانتباه في الشهور الأخيرة هو أن الدينامية التنموية التي شهدتها المدينة لم تأت من المجالس المنتخبة، بل قادتها وزارة الداخلية عبر تدخلات الوالي السعيد ازنيبر (المعروف بـ”الصبار”)، والمدير العام وكالة تهيئة فاس، والمدير الجهوي للاستثمار. هذا الثلاثي أطلق مشاريع كبرى غيّرت ملامح العاصمة العلمية، ما جعل كثيرين يرون أن المنتخبين ظلوا خارج دائرة الفعل، في وقت نجحت الإدارة الترابية في فرض إيقاع جديد بمقاربة صارمة وفعالة.

غضب شعبي وتطلع إلى التغيير

في جولات ميدانية بمختلف أحياء المدينة، رصدت أصوات إعلامية نبض الشارع الفاسي، حيث يسود تذمر من تدهور الخدمات، وقلق متزايد من البطالة وسط الشباب، إضافة إلى شعور واسع بالخذلان بسبب وعود انتخابية لم تتحقق. هذا الإحباط قد يتحول في صناديق الاقتراع إلى ما يسميه مراقبون بـ«التصويت العقابي» ضد الأحزاب والوجوه التي فشلت في تلبية انتظارات المواطنين.

ومع ذلك، لا يخلو المشهد من بوادر أمل، إذ يُبدي عدد من الشباب وفاعلي المجتمع المدني حماسة لإفراز نخب جديدة ببرامج واقعية تضع مصلحة المدينة وسكانها فوق كل اعتبار. ويرى متابعون أن التحدي الأكبر أمام المرشحين، سواء من الوجوه القديمة أو الطامحين الجدد، هو استعادة ثقة المواطن الفاسي، وهي رأسمال سياسي نادر في ظل عزوف انتخابي متنامٍ.

استحقاق مفصلي في تاريخ المدينة

ويبقى السؤال معلقاً: هل يمنح سكان فاس فرصة جديدة للنخب الحالية، أم أن يوم الاقتراع سيكون لحظة فاصلة لإعادة رسم الخريطة السياسية للمدينة؟ المؤكد أن فاس لم تعد تحتمل مزيداً من الهدر التنموي، وأن الانتخابات المقبلة ستكون اختباراً حاسماً لمدى وعي الناخبين وقدرتهم على فرض التغيير عبر صناديق الاقتراع.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً