بروفيسور رضوان ربيعي يقود ثورة علاج تضخم البروستات الحميد بتقنية الريزوم في المغرب – فيديو

هبة بريس – البيضاء

في خطوة سبّاقة ومتميزة على الصعيد الإفريقي، استطاع المغرب أن يدخل عالم العلاجات الحديثة لتضخم البروستات الحميد من خلال اعتماد تقنية “الريزوم” (Rezūm) التي تعتمد على البخار كوسيلة فعّالة وآمنة لمعالجة واحدة من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً لدى الرجال.

هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا مجهودات مجموعة من الأطباء المغاربة الذين آمنوا بأهمية التحديث والتطوير، وعلى رأسهم البروفيسور رضوان ربيعي، الذي يُعد من الأوائل الذين تبنّوا هذه التقنية وحرصوا على نقلها وتوطينها في البلاد.

البروفيسور ربيعي أوضح أن تضخم البروستات الحميد كان يُعالج في السابق بطرق تقليدية إما عبر الجراحة المفتوحة أو المنظار، أو بالأدوية التي كثيراً ما تُسبب آثاراً جانبية مزعجة مثل انخفاض الضغط أو ضعف الأداء الجنسي. لكن مع تطور الطب وظهور تقنية الريزوم، أصبح بالإمكان معالجة التضخم دون اللجوء إلى الجراحة، وبدون تخدير عام، بل وحتى دون الحاجة إلى المبيت في المستشفى. وأشار إلى أن العملية لا تتجاوز بضع دقائق، وتُجرى في نفس اليوم بتخدير موضعي فقط، مما يجعلها خياراً مناسباً لفئة كبيرة من المرضى، خصوصاً من يعانون من أمراض مزمنة كالقلب أو أولئك الذين لا يتحملون التخدير الكامل.

و من أبرز مزايا الريزوم، كما يوضح البروفيسور، قدرتها العالية على الحفاظ على وظيفة القذف بنسبة تصل إلى 99%، ما يجعلها تقنية مفضلة لدى العديد من المرضى الشباب أو من لم يسبق لهم الإنجاب.

كما أنها تُجنب المرضى كثيراً من الأعراض البولية المزعجة التي تؤثر على جودة النوم والحياة اليومية، مثل كثرة التبول الليلي أو الشعور المستمر بعدم تفريغ المثانة.

ويضيف المتحدث أن هذه التقنية باتت تشكل بديلاً حقيقياً وفعّالاً عن العلاج الدوائي، خاصة في الحالات التي لا يستجيب فيها الجسم للأدوية أو يتأثر سلباً بها. كما أن النتائج المحققة حتى اليوم في المغرب مشجعة جداً، خصوصاً لدى المرضى الذين لم تكن تسمح لهم ظروفهم الصحية أو العمرية بالخضوع للجراحة التقليدية.

وعن إدخال هذه التقنية للمغرب، أكد البروفيسور رضوان ربيعي أن الأمر تطلب جهداً كبيراً وتنسيقاً مكثفاً داخل الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية، التي اعتمدت التكوين المستمر كخيار استراتيجي، وعملت على تنظيم ورشات تدريبية وأيام دراسية لفائدة الأطباء الشباب، حتى يتمكنوا من اكتساب المهارات والتقنيات اللازمة لمواكبة هذه الثورة العلاجية.

وأكد أن المغرب لم يكتفِ فقط بتبني هذه التقنية، بل أصبح منصة لتكوين أطباء من دول إفريقية أخرى، من خلال قوافل طبية وورش تطبيقية، كما حدث في موريتانيا مؤخراً، حيث تم إجراء عمليات تدريبية مباشرة لفائدة أطباء محليين، وهو ما يعكس مكانة المغرب الطبية وقدرته على أن يكون رائداً إقليمياً في مجال التكوين ونقل المعرفة.

كما شدد على أهمية إدماج هذه التقنية في إطار التغطية الصحية، مذكّراً بأن بعض شركات التأمين في أوروبا بدأت بالفعل في تعويض تكاليفها نظراً لفعاليتها ونتائجها الملموسة، وهو ما يأمل أن يتحقق في المغرب قريباً حتى تتاح هذه الخدمة الطبية لكافة المواطنين بدون عبء مادي.

وختم البروفيسور رضوان ربيعي تصريحه بالتأكيد على أن تبسيط العملية، تقليص مدتها، تقليل الألم، وتوفير راحة نفسية وجسدية للمريض، هو التوجه الجديد في الطب الحديث، موضحاً أن تقنية الريزوم اليوم لم تعد إجراءً طبياً معقداً أو مخيفاً، بل عملية سهلة وسريعة، تُعيد للمريض حياته بشكل طبيعي، وتوفر له نتائج علاجية ممتازة دون مضاعفات.

هذا التقدّم، يقول، ليس فقط نجاحاً طبياً، بل مكسب حقيقي للمواطن المغربي، ودليل على أن المغرب يسير بثبات نحو تحديث منظومته الصحية وفقاً لأحدث المعايير العالمية.

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى