
بيرن.. السفارة تنقل روح المغرب إلى يوم إفريقيا وسط إشادة دبلوماسية
عبد اللطيف الباز – هبة بريس
في مدينة بيرن السويسرية، قلب أوروبا النابض، احتفلت الدول الإفريقية بيوم إفريقيا في أجواء بهيجة تنطق بالفخر والانتماء، وقد كانت مشاركة المملكة المغربية ضمن هذا الحدث تأكيداً جديداً على انخراطها الراسخ في قضايا القارة، وتعبيراً صريحاً عن رؤية دبلوماسية تتجاوز الأبعاد التقليدية، لتلامس مفاهيم التضامن، والتكامل، والتنمية المشتركة. وقد حرصت السفارة المغربية على أن تكون مشاركتها في مستوى التطلعات، حيث قدمت نموذجاً متكاملاً لحضور ثقافي ودبلوماسي قوي، يبرز تعدد روافد الهوية المغربية وعمقها الإفريقي.
الجناح المغربي لم يكن مجرد ركن ثقافي، بل تحول إلى فضاء للتلاقي والحوار بين ثقافات الشعوب، فقد تزين بألوان الصناعة التقليدية المغربية، وعرض منتجات فنية يدوية تعبّر عن روح الأصالة والإبداع، إلى جانب تقديم الشاي المغربي وفق طقوسه العريقة التي تعكس قيم الضيافة، مصحوباً بتشكيلة من الأطباق المغربية الأصيلة التي استحسنها الحاضرون. هذا العرض الثقافي لم يكن هدفاً في حد ذاته، بل كان وسيلة لإيصال رسالة أعمق: أن المغرب، في تاريخه وواقعه، هو بلد ينتمي لأمته الإفريقية، وملتزم ببناء مستقبل مشترك يقوم على التنمية والتضامن.
كما تم خلال هذا الحدث إبراز جهود المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، في دعم الدول الإفريقية عبر مجموعة من المشاريع الرائدة، سواء في مجالات الصحة، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19، أو في ميادين الفلاحة المستدامة، والطاقة المتجددة، والتكوين المهني، بل وحتى في مجال التنقل القاري من خلال مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب. هذه المشاريع لا تعبر فقط عن حسن الجوار، بل تجسد رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل إفريقيا قارة متماسكة قادرة على الاعتماد على قدراتها الذاتية.
وقد نوه المسؤولون السويسريون، وعلى رأسهم وزير الدولة للشؤون الخارجية ألكسندر فازيل، بهذه الدينامية الإفريقية، مؤكدين أن سويسرا تعتبر القارة الإفريقية شريكاً استراتيجياً، كما تتجلى في استراتيجيتها الجديدة للفترة 2025-2028، التي تركز على دعم الحكامة الجيدة، وتعزيز الصحة والتعليم، وتوسيع فرص التعاون الاقتصادي. من جانبه، أثنى السفير الكاميروني ليونارد بيندزي، بصفته عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي، على التزام سويسرا بشراكة قائمة على قيم الاحترام المتبادل، داعياً إلى مزيد من الانفتاح والتعاون في إطار روح بناءة وشاملة.
لقد برهنت المملكة المغربية من خلال هذه المشاركة الرفيعة على أن التموقع داخل إفريقيا ليس مسألة جغرافية فقط، بل هو خيار استراتيجي ذو أبعاد متعددة، تتقاطع فيها السياسة بالاقتصاد، والثقافة بالتنمية، والدبلوماسية بالمصير المشترك. ويظل يوم إفريقيا في بيرن أكثر من مجرد مناسبة رمزية، بل هو لحظة تأمل جماعي في مستقبل القارة، ودعوة لتثبيت جسور التعاون بين شعوبها، وإبراز النماذج الملهمة، والمغرب من بينها، باعتباره فاعلاً أساسياً في صياغة مشروع إفريقي طموح، عادل، ومستدام.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X