تقدم أشغال إنجاز سد الرتبة بإقليم تاونات بنسبة إنجاز تصل إلى 38%

هبة بريس – تاونات

تشهد أشغال إنجاز سد الرتبة بإقليم تاونات تقدماً متسارعاً، حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى نحو 38% حتى الآن، ما يعكس الوتيرة المتقدمة لهذا المشروع الاستراتيجي الذي يُعد ثاني أكبر منشأة مائية بالمغرب بعد سد الوحدة.

يُقام السد على وادي أولاي ضمن حوض سبو، ويهدف إلى تعزيز الأمن المائي بجهة فاس-مكناس، وتحسين مردودية القطاع الفلاحي، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من آثار التغيرات المناخية عبر التحكم في الفيضانات وإنتاج الطاقة الكهرومائية النظيفة.

يبلغ ارتفاع سد الرتبة حوالي 100 متر، ويعتمد على بنية ضخمة مكونة من 22 مليون متر مكعب من الردوم مدعمة بقناع خرساني يمتد على مساحة 26 هكتاراً، مع طاقة تخزين تفوق مليار متر مكعب. ويصل حجم الاستثمار الإجمالي إلى حوالي 4.5 مليار درهم، تشمل الدراسات، والمراقبة، والتنفيذ، ونزع الملكية. وتؤكد الجهات المسؤولة أن ملء حقينة السد متوقع بنهاية عام 2028، أي قبل الموعد المقرر بأكثر من عام، نتيجة لتسريع وتيرة الأشغال عبر إجراءات استثنائية وطنيّة.

رغم التحديات التقنية المرتبطة بتضاريس الموقع وصعوبتها الجيولوجية، تمكنت الفرق المكلفة من إتمام أعمال تحويل مجرى وادي أولاي، وبدأت بتنفيذ الردم للحاجز الرئيسي، حيث أنجزت حتى الآن ما يقارب 6 ملايين متر مكعب من الردوم، تمثل حوالي 34% من جسم السد. كما بلغت نسبة إنجاز المنشآت الملحقة مثل مفرغ الحمولات 90%، والطريق المؤدية إلى موقع المشروع 80%، مع توقعات بانتهاء الأشغال المرافقة بنهاية العام الجاري.

يرافق المختبر العمومي للتجارب والدراسات مختلف مراحل إنجاز المشروع عبر مراقبة تقنية دقيقة تضمن الجودة والسلامة، حيث تتم متابعة كل طبقة من الردم والخرسانة عبر تحاليل يومية من حيث الكثافة والرطوبة ونسبة الدمك. ويُعتبر سد الرتبة نموذجاً هندسياً واستثماراً استراتيجياً يعكس التزام المغرب بتدبير موارده المائية بشكل مستدام لمواجهة التحديات المناخية، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإقليم تاونات وجهة فاس-مكناس.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى