
سناء العلوي تعيد تشكيل السينما المغربية في “عيشة”
هبة بريس -إ.السملالي
بأسلوب بصري متجدد ورؤية نسوية جريئة، تضع المخرجة المغربية الشابة سناء العلوي بصمتها الخاصة في فيلمها الجديد “عيشة”، الذي لا يكتفي بسرد حكاية، بل يطرح تساؤلات عميقة حول الجسد والهوية والعلاقة بين الأم وابنتها، في مجتمع لا يزال يحيط بعض القضايا بسياج الصمت.
“عيشة” هو عمل سينمائي هجين، يجمع بين المشاهد الحية ،الرسوم المتحركة، لقطات بكاميرا سوبر 8، وعناصر وثائقية، ليروي قصة فتاة تبلغ 17 عامًا، تعيش قطيعة عاطفية مع والدتها قبل أن تقلب مأساة كبرى حياتهما رأسًا على عقب.
وفي محاولة لمداواة الألم واستعادة الرابط المفقود، تنخرط الأم في طقس صوفي غناوي، ينفتح على أبعاد روحية تتجاوز حدود المأساة.
الفيلم يتناول موضوعات شائكة مثل إيذاء النفس غير الانتحاري والإعتداء، بمقاربة حساسة وإنسانية، تجعل من “عيشة” أكثر من مجرد فيلم، بل بيانًا فنيًا رفض تقديم تلك القضايا في قوالب مستهلكة أو خطاب خارجي معزول عن السياق المحلي.
ورغم التحديات التقنية والإدارية، ومنها إدخال كاميرا “سوبر 8” وأشرطتها من أوروبا إلى المغرب ثم نقلها لتحميضها في بولندا، تمسكت العلوي برؤيتها البصرية، معتبرة أن الصعوبة جزء من صدق التجربة، وأن السينما الحقيقية لا تولد من السهولة، بل من الإصرار على التعبير.
و يتولى توزيع الفيلم عالميًا شركة MAD Solutions، في خطوة تعزز من حضور السينما المغربية الشابة في المشهد العربي والدولي.
و يذكر أن سناء العلوي، خريجة جامعتي إيتفوش لوراند ببودابست وأوكسفورد، سبق أن تألقت في فيلمها الوثائقي الأول “إيكاروس”، الحاصل على جوائز محلية ودولية. ومع “عيشة”، تؤكد أن المرأة خلف الكاميرا ليست فقط صانعة صورة، بل صوت يتحدى الصمت، وذاكرة تكتب ذاتها من جديد.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X