
شبكة تزوير الوثائق تهز قنصليات أوروبية بالمغرب والأجهزة الأوروبية تلاحقه
هبة بريس – محمد زريوح
أفادت مصادر موثوقة بأن قنصليات وسفارات أوروبية أعادت فتح تحقيقات شاملة في ملفات قديمة تتعلق بطلبات الحصول على تأشيرات سياحية، في إطار متابعة ما يُعرف بـ”مافيا التأشيرات”. جاء هذا الإجراء بعد رصد ملاحظات أثارت الريبة حول صحة عدد من الوثائق المقدمة.
وبحسب المصادر نفسها، فقد انطلقت التحقيقات عقب اكتشاف استخدام وثائق تجارية ومهنية مزورة بشكل ممنهج لتسهيل الحصول على تأشيرات دول الاتحاد الأوروبي.
وتم الكشف عن أن عدداً من الملفات المقدمة خلال السنوات الماضية تتضمن مؤسسات وهمية، لا وجود لها على الأرض، وتعتبر “كيانات ورقية” استُغلت للتلاعب في السجلات التجارية وعقود العمل والرخص المهنية.
وأوضحت المصادر أن التحقيقات كشفت عن امتداد خيوط هذه الشبكة إلى مسؤولين جماعيين ومنتخبين، يشتبه في دورهم المحوري في تسهيل هذه الممارسات، إما عبر غض الطرف أو المشاركة المباشرة في تزكية ملفات غير قانونية.
ويتركز العمل حالياً على محيط هؤلاء المنتخبين والموظفين المرتبطين بهم.
وأشارت المصادر إلى أن القنصليات المعنية تسعى لإحالة هذه الملفات إلى السلطات الأمنية والقضائية المختصة، داخل بلدانها وبالتعاون مع السلطات المغربية، ضمن جهود مشتركة تهدف إلى تفكيك هذه الشبكات المنظمة للغش والتزوير.
وتشمل الإجراءات تحليلاً دقيقاً للمستندات المشكوك فيها وتتبع مساراتها داخل المؤسسات الرسمية.
ويُنتظر أن تُحدث هذه القضية صدمة كبيرة في الأوساط السياسية والمهنية، خصوصاً في حال ثبوت تورط منتخبين وفاعلين اقتصاديين في التسهيل أو صناعة وثائق مزورة.
وتبقى التوقعات تشير إلى صدور قرارات تنظيمية صارمة وملاحقات قانونية واسعة في حق المتورطين، في واحدة من أخطر قضايا التزوير المتعلقة بالتأشيرات في الآونة الأخيرة.
وفي ظل تصاعد الضغوط الأوروبية المرتبطة بقضايا الهجرة، يُرجح أن تفتح هذه القضية الباب أمام تحقيقات أوسع تشمل شبكات دولية منظمة تروج لأوهام الهجرة لشباب يسعون لمغادرة أوطانهم بأي ثمن، حتى عبر الوثائق المزورة.
وكانت جمعية حقوقية معنية قد كشفت سابقاً عن تورط رؤساء جماعات محلية ومسؤولين منتخبين في التوسط لدى بعض القنصليات للحصول على تأشيرات “شينغن” عبر وساطات خاصة، في حين يواجه باقي المواطنين عراقيل كبيرة في طلباتهم، مع تسجيل حالات لحاصلين على التأشيرات عن طريق الوساطة يلجؤون للهجرة غير النظامية، من بينهم سياسيون ومنتخبون.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X