شوارع بني ملال تئن تحت وطأة المختلين عقلياً… وصيحات السكان تطالب بتدخل عاجل

عبد اللطيف الباز – هبة بريس

تحولت شوارع بني ملال، في الآونة الأخيرة، إلى مسرح مفتوح لظاهرة مقلقة باتت تؤرق الساكنة وتقض مضجع الزوار. فمع كل خطوة في ساحات المدينة وأسواقها، يصطدم المارة بمشاهد مأساوية لمرضى نفسيين ومختلين عقلياً، يعيشون في وضعية مأساوية، تتجلى في التشرد والبؤس، وسط غياب تام للرعاية الصحية والاجتماعية.

هذه الصور القاتمة التي باتت تَسِم وجه المدينة، تزداد استفحالاً في وقت يتأهب فيه المغرب لاحتضان العالم ضمن منافسات كأس العالم 2030، بينما تعيش بعض مدن، ك بني ملال، على وقع تحديات تنذر بالخطر، وفي مقدمتها مسألة أمن وسلامة المواطن.

وبين من يتجول عارياً في وضح النهار، ومن يفترش الأرض ويلتحف السماء، وبين من يُهدد المارة بعصا أو حجارة، تتفاقم الظاهرة لتتحول إلى قنابل موقوتة تهدد الأمن العام وتسيء إلى ما تبقى من جمالية المدينة. فقد سجلت حوادث اعتراض السبيل، والاعتداء الجسدي، وتخريب السيارات، في مشاهد تُعبر عن عمق الأزمة وتدق ناقوس الخطر.

وما يزيد من مرارة المشهد، هو صمت الجهات الوصية وتجاهلها لهذه الكارثة الاجتماعية، مما جعل الساكنة ترفع صوتها عالياً، مطالبة بحلول عاجلة تحفظ كرامة هؤلاء المختلين وتُعيد الطمأنينة إلى شوارع بني ملال. حلول تبدأ بإحداث مراكز متخصصة للعلاج والإيواء، وإعادة تفعيل دور المستشفيات النفسية، لتحتضن هذه الفئة بدل أن تُلفظها إلى الشارع.

إنها معاناة مزدوجة: فئة منسية في حاجة إلى الرحمة والعلاج، وسكان يطالبون بحماية حقهم في الأمن والسلامة. ومع كل يوم يمر دون تدخل، يزداد منسوب القلق، وتخسر المدينة نقطة جديدة من رصيدها كوجهة سياحية يفترض أن تكون عنواناً للجمال والأمان.

فهل يتحرك المسؤولون قبل أن تستفحل الظاهرة أكثر وتخرج عن السيطرة؟ سؤال يطرحه كل ملالي، وهو معلق إلى حين إشعار آخر.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى