
غضب الساكنة يتصاعد.. هل ستواصل شركة العمران فشلها في مشاريع الناظور؟
هبة بريس : محمد زريوح
عقدت جماعة الناظور يوم الخميس 8 ماي 2025 الدورة العادية التي تم خلالها التصويت على ثلاث نقاط هامة تخص تطور المدينة. وتضمنت أولى هذه النقاط الشراكة مع شركة العمران لإنجاز برنامج التأهيل الحضري، الذي يتضمن مشروعات بنية تحتية حيوية من طرق ومساحات خضراء ومرافق صحية عامة.
وقد لاقت هذه المشاريع اهتمامًا كبيرًا من الساكنة، إلا أن تأخر تنفيذها أدى إلى شعور بالقلق بين المواطنين حول مواعيد تنفيذ هذه المشاريع ومدى تأثير ذلك على تحسين البيئة الحضرية في المنطقة.
وفي السياق ذاته، تم التصويت على النقطة الثانية المتعلقة باتفاقية تسيير النادي البحري بين جماعة الناظور، مؤسسة مارتشيكا ووزارة الثقافة.
وتأتي هذه الاتفاقية تمهيدًا لافتتاح نادي بحري في القريب العاجل، وهو ما يعتبر خطوة هامة نحو تعزيز النشاط السياحي في المدينة وتوفير مرفق مهم للأنشطة البحرية التي من المتوقع أن تساهم في تحسين الاقتصاد المحلي وجذب الزوار.
أما النقطة الثالثة التي تم التصويت عليها فتتمثل في مشروع إنجاز مستودع الأموات الجديد. هذا المشروع يأتي بعد المعاناة الكبيرة التي يواجهها مستودع الأموات الحالي في المستشفى الحسني، والذي يعاني من قدرة استيعابية محدودة.
ويهدف المشروع إلى توفير بيئة أفضل للخدمات الصحية، مع ضمان ظروف عمل ملائمة للعاملين في هذا المجال، وبالتالي تحسين الجودة العامة للخدمات المقدمة للمواطنين.
لكن على الرغم من الموافقة على هذه المشاريع، فقد سادت حالة من التخوف بين الساكنة من تفويت المشاريع إلى شركة العمران، التي تواجه انتقادات شديدة بسبب فشلها في تنفيذ عدد من المشاريع السابقة. إذ عبر العديد من المواطنين عن قلقهم من تكرار نفس المشاكل المتعلقة بالتأخير وعدم تنفيذ المشاريع بالشكل المطلوب.
وفي هذا السياق، صرح حكيم شملال، المستشار الجماعي بجماعة الناظور، في تصريح لهبة بريس، بأن تفويت هذه المشاريع لشركة العمران يعد بمثابة “انتحار سياسي”. وأكد شملال أن الشركة كانت قد فشلت في تدبير مشاريع سابقة، حيث شهدت تعثرًا في تنفيذ العديد من الأعمال بسبب ضعف الأداء الإداري والمشاكل التي تعاني منها الشركة في طرح المناقصات. كما أشار إلى أن المشاريع التي تم تنفيذها سابقًا كانت غير متكاملة، حيث اعتبرها “مغشوشة” ولم تلب احتياجات الساكنة.
في إطار التحقيقات الجارية، أفادت التقارير أن فرع “العمران الشرق” يواجه متابعة قضائية بعد الاستماع إلى مجموعة من المسؤولين السابقين من طرف الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس. التحقيقات تتعلق بتلاعبات مالية واختلالات في تدبير الصفقات والمشاريع السابقة التي تسبب فيها ديون ضخمة وحجوزات قضائية ضد الشركة، ما يزيد من القلق حول قدرتها على تنفيذ المشاريع القادمة بنجاح.
إلى جانب هذه المخاوف، حذّر بعض الأعضاء من عزوف مقاولات المناولة المحلية عن المشاركة في هذه المشاريع، بسبب تجارب سابقة عانت فيها المقاولات من تأخر في صرف مستحقاتها المالية.
هذا العزوف قد يؤدي إلى تعطيل الأشغال وتوسيع دائرة تعثر المشاريع، مما يعمق أزمة تنفيذ البرنامج التنموي الذي تنتظره ساكنة المدينة منذ سنوات.
وبينما تتطلع جماعة الناظور إلى تحسين البنية التحتية، يعاني السكان من غياب الثقة في المؤسسة المعنية بتنفيذ المشاريع، الأمر الذي يجعل من الضروري التفكير في بدائل أكثر كفاءة لضمان نجاح هذه المشاريع بشكل يحقق الفائدة العامة.
ويؤكد العديد من الأعضاء ضرورة ضمان الشفافية في إدارة هذه المشاريع، وتجنب تكرار الأخطاء السابقة التي أدت إلى الفشل في إنجاز مشروعات سابقة.
من ناحية أخرى، يرى البعض أن تأخير صرف المستحقات للمقاولات المحلية قد يتسبب في تباطؤ الأعمال، ما يعكس أزمة كبيرة في التنسيق بين الجهات المعنية.
هذا الوضع يهدد بإعاقة تنفيذ المشاريع التي تحتاجها المدينة بشدة، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتحسين الوضع الحضري في العديد من المناطق.
إن المشهد الحالي يظهر أن هناك ضرورة لتقييم قدرة شركة العمران على تحمل مسؤولية تنفيذ مشاريع جديدة في ظل هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى توفير آليات مناسبة لمتابعة سير الأعمال وضمان جودة التنفيذ في كافة مراحل المشاريع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X