فاجعة انهيار مبنى بفاس تعيد إلى الواجهة خطر المباني الآيلة للسقوط

هبة بريس – فاس

شهدت مدينة فاس اليوم الجمعة حادثًا مأساويًا إثر انهيار مبنى سكني مكوّن من أربعة طوابق في حي الحسني التابع لمقاطعة المرينيين، وهو الحادث الذي قالت مصادر الجريدة إنه خلف قتلى، في حين لا يزال آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

فرق الوقاية المدنية سارعت إلى عين المكان، حيث انطلقت جهود الإنقاذ وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن هشاشة البناية المنهارة وغياب المعدات الكافية في المراحل الأولى من التدخل.

الحادث يعيد إلى الواجهة ملف المباني الآيلة للسقوط الذي ظل لسنوات يشكّل تهديداً حقيقياً لسلامة السكان في أحياء عدة من المدينة، خصوصاً في ظل الظروف المناخية المتقلبة والتساقطات المطرية التي تزيد من هشاشة هذه البنايات.

ورغم توالي الحوادث المماثلة، لم تُحرّك الجهات المعنية ساكنًا بالشكل الكافي لتدارك الوضع. ففي فبراير 2024، شهدت المدينة العتيقة بفاس انهيار مبنى آخر خلّف خمسة قتلى، وقبله في يناير 2018، انهار مبنى من أربعة طوابق في حي بندباب، دون تسجيل خسائر بشرية، لكن الحادث استنفر آنذاك السلطات المحلية.

التكرار المؤلم لهذه الحوادث يطرح تساؤلات حادة حول نجاعة السياسات المعتمدة في معالجة ملف السكن غير الآمن. كما يُثير تساؤلات عن مآل البرامج الحكومية والمحلية التي أُعلن عنها لترحيل قاطني المباني المهددة بالسقوط، أو ترميمها على الأقل.

إن هذا الحادث المأساوي ليس مجرد واقعة عرضية، بل إنذار صارخ بضرورة إعادة النظر في المقاربات المتبعة بشأن السكن العتيق والهش. فحياة المواطنين لا يجب أن تبقى رهينة لبطء الإجراءات، أو تعثر البرامج، أو غياب الإرادة السياسية.

ويبقى الأمل معلقاً على أن تشكّل هذه الفاجعة لحظة وعي جماعي تسرّع بإخراج حلول عملية وجذرية من حيز الخطابات إلى أرض الواقع، قبل أن تتكرر الكارثة مجددًا.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى