فاس بين آمال ساكنتها وتحديات النقابات: هل تنجح شركة النقل الحضري الجديدة؟

فاس بين آمال ساكنتها وتحديات النقابات: هل تنجح شركة النقل الحضري الجديدة؟
حجم الخط:

هبة بريس- مكتب فاس

مع دخول شركة جديدة لتدبير النقل الحضري بمدينة فاس، تعود إلى الواجهة أسئلة عديدة حول مستقبل هذا القطاع الحيوي الذي يمس يوميًا حياة مئات الآلاف من المواطنين. فالسكان يترقبون خدمة أفضل، حافلات حديثة، واحترامًا لمواقيت العمل، بعدما عانوا لسنوات من أعطاب متكررة وتدبير مرتبك.

غير أن نجاح الشركة الجديدة لا يتوقف فقط على إمكانياتها التقنية والمالية، بل يتأثر أيضًا بعامل آخر لا يقل أهمية: العلاقة مع النقابات التي تتحكم في دواليب الشركة. فهل ستسمح هذه الأخيرة للشركة بالعمل بحرية وفق دفتر التحملات، أم ستلجأ إلى أسلوب المناورات والضغط لتحقيق مكاسب خاصة على حساب المصلحة العامة؟

الشارع الفاسي يتابع الموضوع عن قرب، بين التفاؤل والقلق. فالتجارب السابقة أظهرت أن أي صراع مفتوح بين الإدارة والنقابة ينعكس مباشرة على جودة الخدمة، ويحوّل المواطن البسيط إلى أكبر ضحية.

اليوم، التحدي المطروح أمام الشركة الجديدة هو كسب ثقة الركاب، وفي الوقت نفسه بناء علاقة مؤسساتية متوازنة مع الشغيلة تضمن الحقوق دون تعطيل مصالح المدينة. نجاح التجربة سيعني بداية صفحة جديدة لقطاع النقل الحضري بفاس، بينما أي تعثر سيعيد إنتاج نفس السيناريوهات القديمة التي ملّ منها الجميع.

النقابة التي هدمت اركان الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس هي نفسها من جاءت بشركة سيتي باص وزكت عملية طرد أكثر من 500 عامل ومستخدم سنة 2013 وما قبلها، وهي نفسها من ساهمت في تخريبها والتآمر عليها ، وهي نفسها من ستتآمر عاجلا أم آجلا على الشركة الجديدة “إيصال فاس”.
ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال..
ولنا عودة.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً