
فاس تُعيد ترتيب فضائها التجاري.. حملة لتحرير أكبر سوق نموذجي من الفوضى
هبة بريس- مكتب فاس
في مشهدٍ طالما انتظره سكان حي المسيرة بفاس، أطلقت السلطات المحلية، يوم أمس الأربعاء 2 يوليوز 2025، حملةً واسعة النطاق لتحرير محيط أكبر سوق نموذجي بالمنطقة، واضعة بذلك حدًا لسنواتٍ من العشوائية التي خنقت الأرصفة وشوهت صورة السوق.
العملية، التي نُفذت تحت إشراف مباشر للسلطات المحلية بملحقة المسيرة التابعة لمقاطعة زواغة، جاءت استجابةً لحالة التذمر المتزايدة في صفوف الساكنة والتجار النظاميين، بعد أن تحوّلت جنبات السوق إلى فضاء محتَلّ من قبل الباعة المتجولين و”الفراشة”، وسط غياب شبه تام للنظام.
الحملة شهدت تعبئة لافتة من رجال السلطة وأعوانها، مدعومين بعناصر القوات المساعدة، حيث تمّت إزالة “البراريك” والأكشاك العشوائية التي كانت تُعيق الحركة وتبتلع الملك العمومي دون وجه حق، في مشهدٍ استعاد معه المواطنون جزءًا من الرصيف المسلوب، وشيئًا من النظام المفقود.
التحرك الميداني لم يكن مجرد رد فعل لحظي، بل هو، وفق متتبعين، إشارة إلى تحوّل محتمل في طريقة تدبير الفضاءات التجارية بفاس، خاصة مع تكرار المطالب بإعادة الاعتبار للسوق النموذجي، الذي شُيّد أساسًا لاحتواء تجارة القرب بشكل حضاري.
ورغم الإشادة الواسعة بهذه الخطوة، يظلّ السؤال الأهم: هل سيكون لهذا التدخل طابع الاستدامة؟
يرى بعض الفاعلين المحليين أن نجاح الحملة لن يُقاس فقط بإزالة المظاهر العشوائية، بل بقدرة الجهات المعنية على ضمان تتبع دائم وتنزيل بدائل حقيقية للباعة المتجولين، حتى لا تتحول هذه العملية إلى مجرد “جولة موسمية” تنتهي مع أول بائع عائد.
في انتظار ذلك، تبقى الأنظار متجهة نحو السوق النموذجي بفاس، في انتظار أن يستعيد هدوءه ويمارس دوره كقاطرة لتنظيم التجارة المحلية، لا مجرد نقطة في خريطة الأسواق المحاصَرة بالفوضى.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X