في إطار التعاون جنوب-جنوب.. وكالة التنمية الرقمية تستقبل وفودًا أفريقية لبحث مستقبل الرقمنة

هبة بريس – الشاهد صابر صحفي متدرب

في إطار إلتزام المملكة المغربية بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، استضافت وكالة التنمية الرقمية (ADD)، بالتعاون مع تحالف “سمارت أفريكا”، وفدًا رفيع المستوى يمثل إحدى عشرة دولة عضوًا في المجلس الإفريقي للمؤسسات والوكالات الرقمية (CAITA). تأتي هذه الزيارة، التي جرت في الفترة من 30 يونيو إلى 4 يوليوز، ضمن خطة عمل المجلس لعامي 2024-2025، وتجسد الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الرامية إلى تعميق أواصر التضامن والتعاون القاري.

شكلت هذه الزيارة فرصة مهمة لتعزيز الروابط المؤسسية بين الوكالات الرقمية الإفريقية وتبادل الخبرات، مؤكدةً على دور المغرب المتنامي كمركز إقليمي رائد في مجال الانتقال الرقمي. وبالإضافة إلى مشاركتهم في المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، انخرط أعضاء الوفد في سلسلة مكثفة من الزيارات الميدانية وجلسات العمل مع نخبة من المؤسسات المغربية الرائدة. تركزت النقاشات على محاور حيوية شملت الحكامة الرقمية، رقمنة الخدمات العمومية، الإدماج الرقمي، الابتكار، الأمن السيبراني، وتنمية الكفاءات.

قيادة مغربية للرؤية الرقمية الإفريقية

تتولى وكالة التنمية الرقمية حاليًا رئاسة المجلس الإفريقي للمؤسسات والوكالات الرقمية، ممثلة في مديرها العام، أمين المزواغي، الذي استقبل الوفد بمقر الوكالة. وأكد المزواغي، خلال اللقاء، على الالتزام المشترك نحو بناء منظومة رقمية إفريقية ذات سيادة، شاملة ومستدامة. وشدد على أن هذه الزيارة تمثل تجسيدًا حيًا لدينامية التعاون القاري وتساهم بشكل فعال في تعزيز الدبلوماسية الرقمية، مؤكدًا على ضرورة تكامل الخبرات وتوحيد الجهود لتحقيق الطموحات الرقمية للقارة.

تناولت النقاشات جوانب متعددة من التجربة المغربية الرائدة في المجال الرقمي، بما في ذلك تطوير البنى التحتية الرقمية، رقمنة الخدمات الحكومية، بناء الثقة الرقمية، وتنمية القدرات، فضلاً عن دعم المنظومة المقاولاتية. وجدد المزواغي التزام المغرب الثابت، مؤكدًا أن وكالة التنمية الرقمية، بالتعاون مع تحالف “سمارت أفريكا”، ستواصل هذه الدينامية الجماعية، ساعيةً لتحويلها إلى مبادرات ملموسة، قابلة للقياس، وذات أثر إيجابي كبير على جميع الدول الأعضاء.

آفاق مستقبلية لتعاون رقمي متجدد

أعرب المشاركون عن بالغ اهتمامهم بتنظيم لقاءات تقنية متخصصة لاستكشاف شراكات جديدة وسبل لنقل الخبرات المغربية المتميزة. وفي خطوة تعكس الأهمية التي يوليها المغرب لهذا التعاون، استقبلت أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، الوفد بحضور المدير العام لوكالة التنمية الرقمية. أكدت الوزيرة أن نجاح الانتقال الرقمي يرتكز على حوكمة قوية، مجددةً التأكيد على التزام المغرب بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، والذي يقوم على مبادئ تقاسم التجارب، والمشاركة في تنفيذ المشاريع، وربط شبكات الخبرات الإفريقية.

تضمنت أجندة الوفد زيارات لمؤسسات مغربية رائدة في المجال الرقمي، منها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بريد المغرب، تكنوبارك الرباط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. كما عقد المدير العام لوكالة التنمية الرقمية اجتماعات ثنائية مثمرة مع ممثلي وكالات الدول الأعضاء، لمتابعة تقدم الاتفاقيات القائمة وتحديد إجراءات عملية لدمجها في خطة عمل المجلس.

اختتمت الزيارة بتوافق جميع المشاركين على أهمية تكثيف التعاون على المستوى القاري لبناء منظومة رقمية إفريقية قوية، شاملة، ومستدامة. هذه الزيارة ترسخ رؤية مشتركة لمستقبل رقمي موحد، ينسجم تمامًا مع روح التضامن والشراكة التي لطالما كرسها المغرب على الصعيد الإفريقي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى