مستنقعات مصب ملوية تختنق.. وآليات مجلس جهة الشرق تتحرك

هبة بريس – أحمد المساعد

يشهد مصب نهر ملوية، المصنف ضمن اتفاقية رامسار الدولية كموقع ذي أهمية إيكولوجية عالمية، تدهورًا بيئيًا متسارعًا ينذر بكارثة وشيكة ما لم يتم التدخل العاجل. فقد أدى انعدام التدفق المائي إلى جفاف شبه تام لمعظم المستنقعات، بما فيها “المصب القديم” المعروف محليًا بـ”الدراع الميت”، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للتنوع البيولوجي، خصوصًا الطيور المهاجرة التي بدأت تتوافد إلى المنطقة مع بداية موسم هجرتها السنوي.

وفي هذا السياق، وجّه عدد من الفاعلين الجمعويين والنشطاء البيئيين نداء استغاثة لإنقاذ واحدة من أهم المناطق الرطبة في المغرب، داعين السلطات البيئية والمائية إلى اتخاذ قرار فوري بفتح أو تعميق قناة مائية فرعية، من شأنها الربط بين قناة تصريف مياه الفيضانات ومستنقعات عين الشباك. هذا الإجراء سيسمح باستعادة التدفق الطبيعي للمياه وإنعاش النظام الإيكولوجي الذي يشكل شريانًا حيويًا للمنطقة.

مستنقعات مصب ملوية تختنق.. وآليات مجلس جهة الشرق تتحرك

“الوضع لم يعد يحتمل التأخير. الطيور المهاجرة وصلت ولا تجد موئلًا تأوي إليه. المستنقعات جفّت، والتنوع البيولوجي في خطر. مصب ملوية يختنق ويحتاج إلى قرار حاسم وفوري”، يقول أحد النشطاء البيئيين.

مستنقعات مصب ملوية تختنق.. وآليات مجلس جهة الشرق تتحرك

وفي تطور إيجابي، تدخلت آليات مجلس جهة الشرق خلال الأيام الأخيرة، بتنسيق مع السلطات المحلية والمجتمع المدني، وتم اتخاذ القرار بفتح قنوات مائية لتمكين المياه من بلوغ المستنقعات الجافة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا النظام البيئي المهدد.

مستنقعات مصب ملوية تختنق.. وآليات مجلس جهة الشرق تتحرك

وقد لقي هذا التحرك الميداني ترحيبًا واسعًا من الفاعلين البيئيين، الذين نوهوا بسرعة الاستجابة، مؤكدين في الوقت نفسه على أهمية الاستمرارية في مراقبة الوضع، وضمان استدامة تدفق المياه نحو النقاط الأكثر هشاشة.

تُعد مستنقعات مصب ملوية من آخر الجيوب الطبيعية الساحلية بالمغرب، وتوفر فضاءً حيويًا لعدد كبير من أنواع الطيور النادرة، والأسماك، والنباتات الرطبة. كما تمثل هذه المنطقة شريانًا بيئيًا واقتصاديًا ذا أهمية، حيث تعتمد عليها أنشطة محلية متعددة مثل الصيد التقليدي، والرعي، والسياحة البيئية.

ويرى المتابعون أن التدخل الأخير يجب أن يُستثمر كفرصة لوضع خطة مستدامة لتدبير المياه بهذه المنطقة الهشة، وتفادي سيناريوهات مماثلة في المستقبل تهدد باندثار نظم بيئية لا تعوض.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى