مغاربة يتصدرون أرقام التجنيس في إسبانيا لعام 2024 رغم التحديات البيروقراطية

هبة بريس – محمد زريوح

سجلت إسبانيا خلال عام 2024 أرقامًا غير مسبوقة في مجال التجنيس، متجاوزة التوقعات بشكل كبير. حيث بلغ عدد الحاصلين على الجنسية الإسبانية هذا العام 252.476 شخصًا، بزيادة قدرها 5.1% مقارنة بالسنة السابقة، مسجلين أعلى معدل منذ عام 2013.

واحتل المغاربة صدارة هذا المشهد، متفوقين على جنسيات أمريكية لاتينية كانت تنافسهم بشكل تقليدي في هذا المؤشر.

وحسب تقرير رسمي صادر عن المعهد الوطني الإسباني للإحصاء، تصدّر المغاربة قائمة المجنسين بـ42.910 حالة تجنيس. وجاء الفنزويليون في المركز الثاني بـ35.403 حالة، ثم الكولومبيون بـ26.224. ومن المثير للانتباه أن التقرير أشار إلى أن 56% من المجنسين كانوا من النساء، بينما كانت نسبة الرجال 44%. كما أوضح أن متوسط مدة الإقامة قبل الحصول على الجنسية كان في حدود خمس سنوات.

من حيث طرق الحصول على الجنسية، كشف التقرير أن 85% من المجنسين حصلوا عليها عبر الإقامة القانونية، بينما تم تجنيس 14.4% عبر خيار “التجنيس بالاختيار”، وهو ما يشمل خصوصًا القاصرين الخاضعين لوصاية أحد الوالدين من أصل إسباني.

كما بين التقرير أن فئة العمر بين 30 و39 سنة كانت الأكثر حصولًا على الجنسية الإسبانية، تليها فئة 40 إلى 49 سنة.

وعلى المستوى الجغرافي، تصدرت كتالونيا الجهات الإسبانية من حيث عدد المجنسين بـ68.755 حالة، تلتها مدريد بـ48.288، ثم فالنسيا بـ26.729، وأخيرًا الأندلس بـ23.157. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام لا تعكس التحديات التي يواجهها العديد من المغاربة في إسبانيا.

رغم النجاح العددي الكبير في الحصول على الجنسية الإسبانية، فإن العديد من المغاربة يواجهون مفارقة قانونية صادمة. ففي حين أن الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وإسبانيا كانت من المفترض أن تسهل إجراءات استبدال رخص السياقة المغربية بالرخص الإسبانية، إلا أن الواقع يشير إلى أن العديد من المغاربة لا يستطيعون القيام بذلك. الأمر الذي يعرضهم لغرامات مالية ثقيلة تصل أحيانًا إلى آلاف اليوروهات، وفق شهادات نقلتها وسائل الإعلام المحلية.

هذه التعقيدات البيروقراطية تشكل عائقًا إضافيًا أمام المهاجرين المغاربة، مما يعكس واقعًا محيرًا حيث، رغم حملهم للجنسية الإسبانية، لا يزالون يواجهون صعوبات يومية تعيق اندماجهم الكامل في المجتمع الإسباني.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى