هدوء حذر في طرابلس بعد اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة

عاد الهدوء الحذر ليسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، الاثنين، بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة بين تشكيلات مسلحة مناوئة وأخرى تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، التي لم تُصدر أي تعليق رسمي حتى الآن. وبينما تتصاعد وتيرة التحشيدات العسكرية في العاصمة، يرى مراقبون محليون أن خطر تجدّد المواجهات لا يزال قائماً في أي لحظة.

ودعت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان إلى احترام الترتيبات الأمنية الصادرة عن المجلس الرئاسي، ووصفت ما يجري بأنه هدنة “هشة”، مطالبة جميع التشكيلات المسلحة بالعودة إلى ثكناتها ووقف أي تحركات قد تجر البلاد إلى مزيد من العنف.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عُقد اجتماع طارئ في قاعدة معيتيقة الجوية، أسفر عن اتفاق إضافي لتهدئة الأوضاع بعد انهيار الهدنة التي كانت قائمة بين جهاز الردع المعارض لحكومة الوحدة بقيادة عبد الرؤوف كارة، وجهاز الأمن العام الموالي لها تحت قيادة وزير الداخلية عماد الطرابلسي.

وزارة الدفاع في حكومة الوحدة أعلنت تدخلها لفرض احترام الهدنة، مؤكدة أنها “ضبطت الموقف” وأجبرت العناصر المخالفة على الانسحاب والعودة إلى مواقعها. كما حذّرت الوزارة من تكرار هذه التجاوزات، مشددة على استعدادها لاتخاذ إجراءات صارمة لضمان الأمن والسيادة، في إطار إعادة الانتشار بإشراف مؤسسات الدولة.

بثت قناة ليبيا الأحرار مشاهد تُظهر عودة تدريجية لحركة السير في بعض أحياء طرابلس. وأكد أمجد المالطي، آمر قوة الاحتياط في “اللواء 222″، أن الاشتباكات توقفت بفضل جهود قوة فض النزاع، فيما أشار مسؤول في الهلال الأحمر الليبي إلى استقرار الوضع، مع تلقي بلاغات محدودة من سكان محليين بشأن الحاجة إلى إجلاء بعض العائلات.

في السياق ذاته، أكد مسؤولو مطار معيتيقة وشركات الطيران المحلية أن الرحلات تسير بشكل طبيعي دون أية تعليمات بإغلاق المجال الجوي.

تركزت الاشتباكات في منطقتي الفرناج وعين زارة جنوبي طرابلس، وامتدت إلى محيط مستشفى طرابلس التعليمي، حيث تسبب سقوط مقذوف في اندلاع حريق بإحدى المقابر القريبة.

من جهته، حذّر “حراك أبناء سوق الجمعة” من خرق الهدنة، داعياً إلى “عدم اختبار الصبر، والتمسك بالعهد”، مشدداً على أن التهدئة لا تعني الضعف، بل هي فرصة للحكمة والعقل.

في تطور موازٍ، اتهم اللواء 444 قتال، التابع لحكومة الوحدة، جهات إعلامية بشن حملة تشويه ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية اتهامات بتورطه في واقعة اختطاف وتعذيب شاب ظهرت مشاهدها في مقطع فيديو. وأكد قائد اللواء محمود حمزة، خلال زيارة للمفارز الصحراوية، التزام قواته بمكافحة تهريب الوقود والمواد الممنوعة عبر الحدود.

في السياق الأمني، واصلت وزارة الداخلية دورياتها في مناطق التماس داخل طرابلس بالتنسيق مع قوات الدعم المركزي، ضمن خطة لحفظ النظام العام وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

على الصعيد السياسي، جدّد رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة تأكيده أن مدينة مصراتة، مسقط رأسه، تمثل “ركيزة للاستقرار وصمام أمان للدولة المدنية”، مشيراً خلال لقائه وفداً من أعيان ونشطاء المدينة، إلى عزمه على العمل مع جميع المدن والقوى الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار، وبناء مؤسسات الدولة. وأكد الحضور دعمهم الكامل للحكومة وتوحيد صفوفهم خلفها.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى