ولاية طنجة.. عبث وتبذير لميزانية الدولة في مشاريع عشوائية

هبة بريس _ يسير الإيحيائي _

ليست الصور المنشورة على المقال حفر وسط الطرق والأرصفة حتى تحظى بحجم هذا الإهتمام المبالغ فيه على مستوى التشجير ، فالأمر حسب مصادرنا لا يعدو كونه سوى إهدار للمال العام بواسطة صفقات ضخمة يفترض فيها أن ترصد للأولويات عكس الجزيئات.
ف
لا يخفى على أحد أن عاصمة البوغاز وإن وصلت لما هي عليه اليوم من بنيات تحتية ممتازة وتجهيزات بنيوية بفضل المجهودات التي قادها الوالي السابق “امهيدية” إبان مرحلة إنتدابه واليا على جهة طنجة _ تطوان _ الحسيمة ، وما رافقها من إصلاحات شهدت بعظمتها الساكنة قبل الزوار.

اليوم ونحن أمام مرحلة أخرى وتدبير مختلف لا يمكن وصفه إلا ب”العبثي”، غصت وسائط التواصل الإجتماعي بصور مضحكة يظهر من خلالها عملية تبليط جنبات الأشجار بمادة الإسفلت الباهظ الثمن والتي تبلغ قيمة الطن الواحد منها 7000 درهم ، ناهيك عن تكاليف اليد العاملة المنجزة لمثل هاته التهيئات العشوائية.

ووفق مصادر عليمة وخبيرة بالميدان، فإن هذه المشاريع لا تساهم سوى في إيجاد السبل الملتوية لتضخيم الفواتير دون حسيب ولا رقيب، في وقت تبقى فيه الأولوية لمشاريع موازية أخرى تعاني منها ساكنة طنجة بمجرد أن تتجاوز أقدامها عتبة المساكن، وفي هذا الإطار يقوم بعض نشطاء المواقع الإجتماعية بتوثيق صور وفيديوهات إذا ما تمت مقارنتها مع مثل هذه “الإنجازات الكبرى” لا تثير سوى السخرية في أعلى دراجاتها.

فمن إذن المسؤول عن غياب المراقبة والمواكبة في هذه المشاريع التي تبدو في ظاهرها غير مكلفة، لكن العمليات الحسابية الدقيقة مقارنة مع العدد الهائل للأشجار في هذه الشوارع يشي بأنها ميزانية تفوق الخيال، ولا تأثير حقيقي على تلك الأشجار يستدعي حمايتها من خطر الإقتلاع .

وحيث أن طنجة العالية سيكون لها شرف إحتضان بعض المباريات الدولية في أفق كأس العالم 2030، كان من الضروري أن توفر سلطات الولاية هذه الميزانية الضخمة لإنفاقها في مشاريع أكثر أهمية، لا بل أن تخضع رؤيتها في هذا الشأن لمقارنة منطقية بينها وبين إسبانيا التي لا يتجاوز إنفاقها أوروهات معدودة في الحفاظ على فضاءات التشجير بنجاعة وفعالية عاليتين تضمن للشجر إمتصاص ما يكفيه من المياه ضمانا للحياة.عكس الإسفلت الذي لا يسمح بتسرب المادة الحيوية إلى الداخل ولا يصمد في وجه حالات الطقس المتقلبة سوى بضع أسابيع غلى أبعد تقدير.

ومن باب العلم بالطريقة المثالية في هكذا مشاريع ننشر صورة مشابهة من إحدى الشوراع في إسبانيا علها تفي بالغرض وتوقف مهزلة إهدار المال العام في عاصمة الشمال!!!.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى