استبعاد الجزائر من احتفالات روسيا.. نظام الكابرانات خارج حسابات بوتين؟

هبة بريس-يوسف أقضاض

استبعدت روسيا في خطوة لافتة على الساحة الدبلوماسية، الجزائر من قائمة الدول المدعوة للمشاركة في احتفالات “يوم النصر” التي أقيمت يوم الجمعة الماضي في العاصمة موسكو، وهي المناسبة التي تكتسي طابعًا رمزيًا كبيرًا في التاريخ الروسي، وتُخصص عادة لاستقبال الحلفاء الاستراتيجيين للكرملين.

ويعتبر هذا الغياب مقصودا ولم يكن محض صدفة، بل حمل دلالات سياسية واضحة بشأن تراجع مكانة الجزائر في السياسة الخارجية الروسية.

وقد لاحظ مراقبون أن دولًا من منطقة الساحل الإفريقي، مثل مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا، حظيت بحفاوة واضحة ومكانة بارزة خلال هذه المراسم، في مؤشر على تحول في أولويات روسيا الإقليمية وإعادة رسم خارطة تحالفاتها في إفريقيا.

القرار جاء صادمًا للدوائر الرسمية الجزائرية، خاصة أن الجزائر تُعد أحد أبرز زبائن السلاح الروسي عالميًا، بميزانية تتجاوز 20 مليار دولار، ما يجعلها في طليعة الدول المستوردة للعتاد العسكري الروسي.

ورغم هذه العلاقة العسكرية الممتدة، فإن روسيا فضلت دعوة شخصيات ودول أخرى، من بينها المشير خليفة حفتر، المعروف بمواقفه العدائية تجاه النظام الجزائري.

بالطبع، إليك فقرتين إخباريتين بصياغة احترافية شاملة ومتماسكة، مستندتين إلى المعطيات التي قدمتها:

وفي خضم الجدل المتصاعد حول استبعاد الجزائر من احتفالات “يوم النصر” في موسكو، شنّ الناشط السياسي والإعلامي الجزائري سعيد بنسديرة هجومًا لاذعًا على النظام الجزائري، محذرًا من أن السلطة الحالية بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان سعيد شنقريحة تشكل “خطرًا على بقاء الدولة الجزائرية”.

وأكد بنسديرة أن العلاقات الجزائرية الروسية التي امتدت لأكثر من ستة عقود أصبحت مهددة، مشيرًا إلى أن الجزائر، رغم تاريخها كحليف تقليدي لموسكو، لم تعد تحظى بالمكانة ذاتها، بل باتت دولة ضعيفة تعاني حتى في تأمين أبسط الحاجيات الأساسية كالحليب والموز والبطاطس، على حد وصفه.

وفي تحليله لأسباب التوتر في العلاقات بين البلدين، أوضح بنسديرة أن موقف الجزائر من أزمة الغاز كان نقطة تحول حاسمة، إذ عمدت الجزائر إلى زيادة صادراتها من الغاز نحو أوروبا في وقت أوقفت فيه روسيا إمداداتها، ما اعتُبر خرقًا غير معلن لتحالفات الطاقة مع موسكو.

كما أشار إلى أن روسيا لم تعد ترى في الجزائر شريكًا استراتيجيًا، خاصة بعد تعزيز حضور قوات فاغنر في مالي والنيجر، وهي خطوة فُهمت على أنها تحدٍ مباشر لمصالح الجزائر الإقليمية.

وفي تصريح مقتضب خلال الاحتفال، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن بلاده “تثمّن الشراكات التي تُترجم على أرض الواقع”، في تصريح فُسر على نطاق واسع بأنه رسالة غير مباشرة للجزائر، وانتقاد لسياساتها الخارجية التي وُصفت في الآونة الأخيرة بالتردد وعدم الوضوح، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية، والحرب الروسية الأوكرانية.

ويرى مراقبون أن تهميش الرئيس الروسي بوتين للجزائر في هذا الحدث الرمزي يعكس عقابًا دبلوماسيًا واضحًا، ورسالة مفادها أن الجزائر لم تعد ضمن دائرة الحلفاء الموثوق بهم لدى الكرملين، وأن روسيا بصدد إعادة تقييم تحالفاتها، خصوصًا في إفريقيا، وأن الجزائر، التي كانت تعد شريكا تقليديا، لم تعد تحظى بالأهمية ذاتها، وباتت تعيش عزلة دولية غير مسبوقة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى