
وجدة .. مشاريع استراتيجية لتعزيز السياحة بجهة الشرق وجعلها رافعة للتنمية
هبة بريس – أحمد المساعد
في خطوة تروم تثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها جهة الشرق وتحويلها إلى دعامة للتنمية المستدامة، ترأس والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة – أنجاد، خطيب الهبيل، اجتماعاً جهوياً خصص لتدارس واقع وآفاق القطاع السياحي بالجهة، بمشاركة مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين والمهتمين بالقطاع.
وفي مستهل كلمته، أشاد الوالي بالغنى الطبيعي والتنوع البيئي والتراثي الذي يميز جهة الشرق، مشدداً على ضرورة التسريع في إطلاق عملية ترويج سياحي نوعية، ترتكز على إنتاج محتوى سمعي بصري عالي الجودة، وتطوير أدوات تعريفية حديثة، بالإضافة إلى تعزيز الحضور الرقمي للجهة واستثمار وسائل الإعلام لتكريس صورة الجهة كوجهة سياحية واعدة.
*تشخيص شامل للقطاع*
شهد اللقاء تقديم عرض تشخيصي مفصل لواقع السياحة بالجهة، أظهر تنوعاً طبيعياً استثنائياً، يتجلى في الشواطئ الخلابة، الجبال، الغابات، الواحات والمواقع السياحية المتنوعة من السعيدية ومارتشيكا إلى فزوان وزكزل. كما عرف القطاع تحسناً على مستوى البنيات التحتية، حيث استقطبت الجهة أزيد من 320 ألف سائح، وتم تسجيل أكثر من مليوني مسافر عبر مطاري وجدة والناظور خلال سنة 2024، إلى جانب توفر 14 ألف سرير و90 وكالة أسفار.
في المقابل، كشف التشخيص عن عدد من التحديات، أبرزها ضعف تنوع العرض السياحي، غياب تصور متكامل لتجربة السائح، نقص الأنشطة الترفيهية والثقافية، ضعف الربط الجوي والتسويق، بالإضافة إلى قلة التكوين المهني وغياب إدماج فعال للصناعة التقليدية ضمن المسارات السياحية.
*مشاريع طموحة للفترة 2025-2030*
بناء على هذه المعطيات، تم وضع رؤية استراتيجية شاملة تتضمن 58 مشروعاً سياحياً مبرمجاً للفترة ما بين 2025 و2030، بغلاف مالي إجمالي قدره 424 مليون درهم، موزعة على أربعة محاور رئيسية:
– تثمين المنتوجات المجالية: 16 مشروعاً بـ325 مليون درهم.
– تعزيز النقل الجوي: 7 مشاريع بـ74.4 مليون درهم.
– الترويج السياحي: 11 مشروعاً بـ7.55 مليون درهم.
– التنشيط والتكوين: 14 مشروعاً بـ12 مليون درهم.
وتشمل المشاريع في طور الإنجاز مبادرات استراتيجية منها “ناظور ويست ميد” لتعزيز السياحة البحرية، “قطار الصحراء”، و”وجدة سيتي تور”، إضافة إلى برامج لتأهيل الفضاءات الخضراء ومواكبة الفاعلين السياحيين وفق مقاربات حديثة.
*دعوة إلى تظافر الجهود*
وشدد المشاركون في الاجتماع على أهمية إطلاق منصة رقمية متكاملة، وإنتاج محتوى سمعي بصري احترافي، وتنظيم حملات ترويجية على الصعيدين الوطني والدولي، فضلاً عن معارض كبرى للصناعة التقليدية. كما تم التأكيد على ضرورة تأهيل الموارد البشرية من خلال برامج تكوينية متخصصة، وإدماج الشباب حاملي المشاريع في منظومة اقتصادية سياحية دامجة تشمل التعاونيات والمقاولات الصغيرة والمتوسطة.
*نحو إشعاع سياحي وطني ودولي*
وفي ختام اللقاء، جدد الوالي التزام السلطات الجهوية بجعل السياحة ركيزة أساسية للتنمية الشاملة بجهة الشرق، داعياً إلى تظافر جهود جميع المتدخلين وتسريع تنزيل المشاريع المبرمجة، من أجل تموقع فعلي ومتميز للجهة على الخريطة السياحية الوطنية والدولية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X