أضحية أم تضامن؟ الجالية المغربية في إسبانيا أمام عيد مختلف

سعيد الحارثي مدريد

في أعقاب نداء جلالة الملك محمد السادس الذي دعا فيه المغاربة داخل المملكة إلى عدم إقامة شعيرة عيد الأضحى هذا العام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، تفاعل أفراد الجالية المغربية في إسبانيا مع هذا التوجيه الملكي بمشاعر مختلطة بين التضامن والانضباط الديني.

ورغم أن النداء الملكي لم يشمل الجالية في المهجر بشكل مباشر، فقد اعتبره العديد من المغاربة المقيمين في الخارج، وخصوصًا في إسبانيا، نداء إنسانيا يلامس الضمير الجمعي ويدعو إلى تحمل المسؤولية الجماعية.

لكن في المقابل، خرجت المفوضية الإسلامية في إسبانيا وهي الجهة الممثلة للمسلمين رسميًا لدى السلطات الإسبانية – لتؤكد أن شعيرة الأضحية قائمة ولا مبرر شرعي لتعليقها في السياق الإسباني، مؤكدة أن دعوة الإلغاء تظل مرتبطة حصريًا بواقع المملكة المغربية وظروفها الاستثنائية.

هذا التوضيح خلق نوعًا من الانقسام الهادئ داخل أوساط الجالية. فبينما اختار البعض الامتناع عن الأضحية هذا العام تضامنًا مع ذويهم في الداخل، رأى آخرون أن أداء الشعيرة في بلد الاستقرار لا يتعارض مع مشاعر المواساة، بل يمكن موازاته بالمساهمة المالية أو الدعم الاجتماعي للأسر المتضررة في المغرب.

وفي هذا السياق، برزت مبادرات فردية وجماعية بين المغاربة في مدريد وبرشلونة ومدن أخرى، تقترح توجيه ثمن الأضحية إلى مساعدات لفائدة الأسر المحتاجة داخل المغرب.

يبقى النقاش محتدما بين من يتمسكون بالجانب الفقهي ويدعون إلى الالتزام بما تقرره الجهات الدينية في بلد الإقامة، وبين من يرون في التضامن مع الوطن موقفا فوق الأحكام، يعبر من خلاله الفرد عن وعيه الوطني

في النهاية، تبقى حرية القرار مكفولة لكل فرد، بين من اختار التفاعل مع نداء الملك من باب التضامن، ومن فضّل الالتزام بالتوجيه الديني في بلد الإقامة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى