عمر الرزيني – مكتب برشلونة
بدأت السلطات في مدينة سبتة، شمال المغرب، تنفيذ خطة حكومية تهدف إلى نقل عدد من القاصرين المهاجرين غير المصحوبين إلى عدة أقاليم إسبانية. ويشكل القاصرون المغاربة النسبة الأكبر من هؤلاء الأطفال، الذين وصلوا خلال الأشهر الأخيرة إلى المدينة، بحثًا عن مستقبل أفضل وظروف عيش كريمة.
الخطوة تأتي في إطار تطبيق نظام التوزيع الإجباري الذي أقرّته الحكومة المركزية في مدريد، بعد الضغوط الكبيرة التي عرفتها مراكز الإيواء في سبتة نتيجة تزايد أعداد الوافدين القاصرين. فقد تجاوزت الطاقة الاستيعابية لتلك المراكز قدراتها الطبيعية، مما دفع بالسلطات الإسبانية إلى الإسراع في وضع خطة لتوزيع هؤلاء الأطفال على باقي المناطق.
وبحسب مصادر رسمية، فقد تم بالفعل إعداد الملفات الأولية لهؤلاء القاصرين وتسليمها للجهات المختصة، تمهيدًا لتوزيعهم بشكل منظم على مختلف الأقاليم. وتؤكد الحكومة أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو ضمان رعاية أفضل لهؤلاء الأطفال، وتوفير بيئة مناسبة لهم تسمح باندماجهم في المجتمع الإسباني، بعيدًا عن الاكتظاظ وظروف العيش الصعبة التي تعرفها مراكز سبتة.
الملف يثير في المقابل نقاشًا واسعًا داخل إسبانيا، حيث تدعو بعض الجمعيات الحقوقية إلى التعامل مع هؤلاء القاصرين من منظور إنساني، باعتبارهم أطفالًا في وضعية هشة يحتاجون إلى الرعاية والحماية أكثر من أي وقت مضى. فيما يرى آخرون أن تزايد أعداد المهاجرين القاصرين، خاصة من المغرب، يطرح تحديات كبيرة أمام السلطات المحلية في مجالات التعليم والإيواء والصحة.
ومع ذلك، تبقى قضية القاصرين المغاربة العالقين في سبتة ومليلية إحدى أبرز الإشكالات الإنسانية المرتبطة بالهجرة غير النظامية في المنطقة، في ظل استمرار محاولات العبور اليومي نحو الضفة الأوروبية، وما يترتب عنها من معاناة للأطفال الذين يجدون أنفسهم بعيدين عن أسرهم وبلدهم الأصلي
0 تعليقات الزوار