لم ينته “الكلاسيكو” بين الجيش الملكي والرجاء الرياضي عند صافرة الحكم، بل استمر حتى منتصف الليل على وقع احتجاجات عارمة بسبب ما اعتُبر “أخطاء تحكيمية قاتلة”. غير أن المفاجأة الأكبر لم تكن في الملعب، بل جاءت مع صدور قرارات مديرية التحكيم في ساعة متأخرة من الليل، أشبه بـ”زلزال فجرٍ” غير مسبوق.
توقيف الحكام بهذه السرعة فُهم على أنه اعتراف ضمني بوجود خلل واضح في إدارة المباراة. لكن أسئلة كثيرة فرضت نفسها: متى عقدت المديرية اجتماعها؟ وأين اجتمعت؟ وكيف تمكنت من الاطلاع على تقارير الحكم والمندوب وإصدار القرار في ظرف قياسي، وهي التي اعتادت أن تُرجئ قراراتها لأيام تحت ذريعة انتظار التقارير الرسمية؟
هذه السرعة في اتخاذ القرار تُثير فرضيات عدة؛ هل مارس مدير التحكيم “حق الفيتو” بشكل مباشر دون انتظار المساطر المعتادة؟ وهل ستصبح هذه الوتيرة الاستثنائية قاعدة في التعامل مع الملفات التحكيمية المقبلة، أم أنها مجرد ردة فعل مرتبطة بحجم الضغوط التي رافقت “الكلاسيكو”؟
ويبقى السؤال الأهم: هل يكفي توقيف الحكم لمباراتين أو ثلاث لتهدئة الأندية المتضررة وإقناع الجماهير بجدية الإصلاح؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون “مسكّناً مؤقتاً” يذوب مع أول جدل تحكيمي جديد؟
في انتظار الإجابة، تبقى مصداقية التحكيم الوطني على المحك، والجميع يترقب: هل نحن أمام بداية مرحلة جديدة من الصرامة والشفافية، أم مجرد استثناء عابر؟
0 تعليقات الزوار