هبة بريس – عبد اللطيف بركة
شهدت مدينة تارودانت، ليلة الأربعاء، أحداث شغب خطيرة بعد اندساس عناصر ملثمة وسط احتجاجات شعبية، حيث أقدم عدد من مثيري الشغب على ارتكاب أعمال تخريب طالت منشآت عمومية ومرافق حيوية بالمدينة، في تصرفات وُصفت بـ”الإجرامية” من طرف فعاليات مدنية وحقوقية.
وأفادت مصادر محلية أن المحتجين اقتحموا المستشفى الإقليمي المختار السوسي، ما تسبب في حالة من الذعر داخل أروقته، قبل أن يعمدوا إلى رشق مقر بلدية تارودانت بالحجارة، متسببين في خسائر مادية جسيمة.
التصعيد بلغ ذروته حين توجهت مجموعة من المشاغبين نحو مقر عمالة الإقليم، حيث أضرموا النار في بوابة المؤسسة في محاولة لاقتحامها، في سلوك خطير اعتبره متتبعون تطورًا غير مسبوق في أساليب الاحتجاج، وتحولًا واضحًا نحو العنف والتخريب.
هذه الاعتداءات أثارت موجة استنكار واسعة في صفوف المواطنين، الذين عبروا عن رفضهم القاطع لمثل هذه السلوكيات الخارجة عن القانون، كما نددت جمعيات مدنية وحقوقية بما جرى، مؤكدة على ضرورة التمييز بين الاحتجاج السلمي المشروع، وأعمال التخريب التي تضر بالممتلكات العامة وتُهدد الأمن العام.
وطالبت ذات الهيئات بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين في هذه الأفعال، وإنزال العقوبات القانونية في حق كل من ثبت تورطه في التخريب أو التحريض عليه، داعية إلى تغليب صوت العقل والحوار بدل العنف والفوضى.
وتُطرح هذه الأحداث أسئلة ملحة حول خلفياتها، والجهات التي قد تكون وراء تأجيج الأوضاع، في وقت تعيش فيه عدة مناطق بالمملكة على وقع احتجاجات اجتماعية تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، لكن دون أن تنزلق إلى هذا المستوى من العنف.
0 تعليقات الزوار