مدارس الريادة والناظور نموذج للأزمة الكبرى في المقررات الوزارية

حجم الخط:

هبة بريس – محمد زريوح

تشهد المقررات الوزارية للمدارس العمومية هذه السنة مشكلاً كبيراً، سواء بالنسبة للكتب المدرسية المخصصة للمدارس العمومية العادية أو لكتب مدارس الريادة. هذا التحدي يعكس سلسلة من المشاكل التي تؤثر بشكل مباشر على التلاميذ وأسرهم، بالإضافة إلى المجتمع التعليمي ككل.

أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة هو عدم احترام دفتر التحملات من قبل الناشرين، وخاصة فيما يتعلق بتوقيت الطباعة والآجال المتفق عليها مع الوزارة. هذا التأخير ينعكس سلباً على استعداد المدارس لاستقبال التلاميذ في بداية العام الدراسي. كما أن النسبة المخصصة للكتبي، التي تصل في بعض الأحيان إلى 7%، لا تكفي حتى لتغطية مصاريف النقل من المصدر إلى المحل، مما يزيد من الأعباء المالية.

فيما يخص الكتب المدرسية، هناك نقص ملحوظ في بعض المقررات التي لم يتم طباعتها بعد، وأحياناً تصل بعض الكتب المتأخرة إلى المدارس متأخرة عن موعدها، مما يسبب خللاً في عملية التعلم لدى التلاميذ. هذا النقص الكبير في الكتب يفاقم من مشكلة تأخير بدء الدروس، حيث يضطر التلاميذ لاستخدام نسخ غير رسمية أو الاعتماد على المواد المتاحة على الإنترنت.

من جهة أخرى، يعيش إقليم الناظور نفس المشكلة، ويعتبر نموذجاً حياً لهذه الأزمة. فقد شهدت العديد من المؤسسات التعليمية في الناظور تأخيرات كبيرة في توفير الكتب المدرسية، مما أثر بشكل سلبي على سير العملية التعليمية. كما أن التأخير في إرسال اللوائح من قبل المؤسسات التعليمية إلى التلاميذ يفاقم الوضع، حيث يصعب على الأسر تحديد الكتب المطلوبة في الوقت المناسب.

على الرغم من هذه التحديات، تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق وزارة التربية الوطنية لضمان توفير الكتب المدرسية في الوقت المناسب وتوحيد آلية توزيعها. كما ينبغي على الناشرين الالتزام بشروط دفتر التحملات لتفادي تكرار هذه المشاكل في المستقبل.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً