هبة بريس – أحمد صبار
لا أحد يختلف حول كون ظاهرة الكلاب الضالة واحدة من أبرز الإشكالات الحضرية التي باتت تتفاقم في عدد من المدن والقرى المغربية خلال السنوات الأخيرة ومدينة القنيطرة نموذجا “يحتذى به” في هذا الأمر. فمع انتشارها في الأزقة والأحياء السكنية ومحيط المؤسسات التعليمية والمرافق العمومية، أصبحت هذه الحيوانات تشكل تهديداً حقيقياً لأمن المواطنين وصحتهم، خصوصاً الأطفال الذين يُعدّون الفئة الأكثر عرضة لخطر الهجوم أو الإصابة بداء السعار والأمراض الجلدية، هذا ونحن مقبلين على استفاقة فلذات كبدنا باكرا باعتبار الساعة الإضافية.
يشير عدد من سكان الأحياء المتضررة إلى أن الخروج ليلاً أو فجرا أصبح يشكل مخاطرة، حيث تتجمع هذه الكلاب في مجموعات قد تتحول إلى عدوانية في لحظة واحدة، ما يثير الذعر لدى الساكنة ويقيد حركتهم اليومية، كما باتت طريق الأطفال إلى المدارس محفوفة بالخوف، في ظل تسجيل حالات متكررة من ملاحقة الكلاب للتلاميذ، وتعرض بعضهم لعضات تستدعي التدخل الطبي العاجل، وهنا رواية أخرى حكى جيل زد جزء منها وهو يطالب بإصلاح قطاع الصحة.
يعتبر بعض المختصين، والذين صرحوا للجريدة، أن تزايد الكلاب الضالة ناتج عن غياب استراتيجية فعالة لتدبير الحيوانات السائبة وضعف حملات التوعية المرتبطة بمسؤولية تربية الكلاب المنزلية، وتؤكد جمعيات الرفق بالحيوان، حسب إفادة أحدهم، ضرورة الاعتماد على حلول إنسانية ومستدامة مثل التلقيح والتعقيم للحد من تكاثرها، بدل الاقتصار على الحلول الظرفية التي لم تحقق نتائج دائمة.
وفي ظل هذه الوضعية، تطالب الساكنة السلطات المحلية والجماعات الترابية بتكثيف التدخلات وتنظيم حملات ميدانية منتظمة تهدف إلى حماية المواطنين، ووضع برنامج واضح يشمل تطعيم الكلاب وتعقيمها، إلى جانب إشراك فعاليات المجتمع المدني في نشر الوعي بضرورة الحفاظ على الصحة والسلامة العامة، والإسراع بحلول عملية وواقعية.
وختاما، تبقى معالجة ظاهرة الكلاب الضالة مسؤولية مشتركة بين السلطات والمواطنين وجمعيات الرفق بالحيوان، وتتطلب رؤية شمولية تعتمد على الوقاية قبل العلاج، لضمان أمن الساكنة وطمأنة الأسر على أطفالها، وحماية الصحة العامة في بيئة حضرية سليمة وآمنة للجميع.

0 تعليقات الزوار