
الإعلام العمومي غائب عن التحذير من العاصفة رغم خطورتها
في الوقت الذي تشهد فيه المملكة اضطرابات جوية قوية مصحوبة بتساقطات ثلجية ورياح عاتية وأمطار رعدية غزيرة، يلاحظ غياب شبه تام للإعلام العمومي عن دوره في تحذير المواطنين وإطلاعهم على المخاطر المحتملة لهذه العاصفة، مما يطرح عدة تساؤلات حول مدى جاهزية وسائل الإعلام الرسمية في التعامل مع مثل هذه الحالات الاستثنائية.
تحذيرات رسمية وسط تجاهل إعلامي
أصدرت وزارة التجهيز والماء ونشرت المديرية العامة للأرصاد الجوية نشرات إنذارية تحذر فيها من عاصفة جوية قوية ستؤثر على عدة أقاليم ابتداءً من ليلة الجمعة 7 مارس إلى غاية يوم الاثنين 10 مارس 2025. وتشمل هذه الاضطرابات تساقط ثلوج كثيفة بسمك 60 سم، ورياح قوية تصل إلى 130 كلم/ساعة، وأمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات وانقطاع الطرق في بعض المناطق.
لكن على الرغم من خطورة هذه التوقعات الجوية، لم تبادر القنوات التلفزيونية والإذاعات العمومية إلى تخصيص نشرات إخبارية خاصة أو تغطيات عاجلة لتنبيه المواطنين، مكتفية ببث الأخبار العادية دون إيلاء العاصفة الاهتمام الكافي.
مواطنون يلجأون إلى وسائل التواصل الاجتماعي
في ظل هذا الفراغ الإعلامي، لجأ العديد من المواطنين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على مستجدات الطقس ونصائح السلامة. وأصبحت صفحات المديرية العامة للأرصاد الجوية ووزارة التجهيز والماء، إلى جانب بعض الصفحات الإخبارية المستقلة، المصدر الرئيسي للمعلومات حول العاصفة، حيث يتناقل المغاربة التحذيرات ويتبادلون الصور والفيديوهات حول حالة الطرق والمناطق المتضررة.
المطالبة بمساءلة الإعلام العمومي
أثار هذا الغياب تساؤلات حول دور الإعلام العمومي في الأزمات، حيث عبر العديد من النشطاء عبر منصات التواصل عن استيائهم من عدم تخصيص برامج مباشرة أو نشرات استثنائية تتضمن إرشادات السلامة، كما يحدث في العديد من الدول خلال الأزمات المناخية.
ويرى خبراء الإعلام أن وسائل الإعلام العمومية تتحمل مسؤولية كبيرة في توعية المواطنين، خاصة في الظروف الجوية القاسية، ويجب عليها أن تتحرك بسرعة لتقديم تغطية شاملة تشمل تحديثات عن الطرق المقطوعة، تعليمات للسلامة، ونصائح حول كيفية التعامل مع العاصفة.
ضرورة تفعيل خطة إعلامية للطوارئ
في ظل تزايد الظواهر الجوية المتطرفة، يطالب المختصون بضرورة إعداد خطة إعلامية للطوارئ تشمل:
بث نشرات جوية خاصة في القنوات الرسمية بشكل منتظم خلال فترات التقلبات المناخية الخطيرة.
إشراك خبراء الأرصاد والطرق والحماية المدنية في برامج مباشرة لتقديم توجيهات للمواطنين.
استخدام التنبيهات العاجلة في الإذاعات والتلفزيون والرسائل النصية لتحذير السائقين وسكان المناطق المتضررة.
خلاصة
يبقى الإعلام العمومي مسؤولًا عن تقديم المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب، خاصة في الظروف الطارئة التي قد تهدد سلامة المواطنين. إن التأخر في تغطية مثل هذه الأحداث قد يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية والمادية، وهو ما يستوجب إعادة النظر في طريقة تعامل وسائل الإعلام الوطنية مع الأزمات المناخية لضمان إعلام مواطن مسؤول ومتفاعل مع الأحداث.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X