هل ستواجه الأسر المغربية الدخول المدرسي على وقع الغلاء ؟
هبة بريس / الرباط
تترقب العديد من الأسر المغربية الدخول المدرسي المقبل بكثير من التخوف خصوصا في ظل الغلاء الذي يعرفه ” السوق المغربي ” وفي غياب أي إشارة تفيد ان القادم افضل .
خالد الصمدي الأكاديمي والتربوي المغربي. و كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية سابقا عرج على الموضوع في مقال مطول قال فيه :
” إذا كان هذا الدخول يصادف احتفال المغاربة بذكرى مرور 25 سنة على تولي جلالة الملك العرش، فإنهم يذكرون أن جلالة الملك قد افتتح الموسم الدراسي 2000-2001 في سابقة من نوعها في الخطب الملكية ورسائله بتوجيه رسالة خاصة إلى شعبه الوفي ومن خلاله إلى أسرة التربية والتكوين، مما يعكس الأهمية الخاصة التي أولاها ويوليعا جلالته لهذا الورش الوطني الكبير منذ بداية إعتلائه عرش أسلافه المنعمين إلى يومنا هذا.”
وأضاف الصمدي ” وقد كانت هذه الرسالة ولا تزال مصدر فخر واعتزاز لأسرة التربية والتكوين، كما اعتبرت بمثابة خارطة طريق لانطلاق ورش تنزيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين.”
ويرى الصمدي انه ” بعد مرور 25 سنة على هذه الرسالة الموجهة، والتي شهدت المنظومة التربوية خلالها تحولات عميقة أهمها صدور أول قانون إطار لاصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي منذ الاستقلال، ودخوله حيز التنفيذ سنة 2019. فقد أضحت هذه المسيرة في حاجة إلى تقييم واستشراف، كما أصبحت في حاجة إلى نفس وتعبئة جديدين لجميع الفاعلين وخارطة طريق لاتمام ورش الاصلاح في أفق 2030 من خلال تسريع تطبيق مقتضيات القانون الإطار الذي اعتبره جلالة الملك ملزما لجميع الحكومات وجاء ليقطع مع منطق الاصلاح وإصلاح الاصلاح، ومرت نصف مدة تنزيله 2019- 2024″
و الملاحظ – يقول الصمدي – مع كامل الاسف أن هذا القانون رغم أهميته تعرض على مستوى التنزيل لتعطيل عدد من مقتضياته بعد تجميد المخطط التشريعي، والى التردد في تفعيل أخرى رغم صدور نصوصها التطبيقية وذلك لاسباب غير معلومة ولا مفهومة مما يهدد بعدم تحقق الأهداف التي رسمها بعد مرور نصف مدة تنزيله، كما حذرت من ذلك تقارير المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وبنك المغرب.
وسجل الصمدي قائلا ” هذا ما جعل من الدخول المدرسي والتكويني والجامعي خلال السنوات الأخيرة محطة روتينية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، لا تتجاوز مذكرات إدارية باردة وتوقيعات دخول جامدة.
بل هناك من حاول حتى اغتيال مبادرة مليون محفظة التي تطبع الدخول المدرسي ويعتبرها المغاربة اللقاء الرمزي الذي يعلن من خلاله جلالته عن انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
وختم الصمدي مقاله قائلا ” ويظل أمل جميع المغاربة في مبادرة جديدة تعيد القطار الى سكته بعد مرور ربع قرن على الشحنة الأولى.”