“باك صاحبي” تلاحق امتحانات وزارة الصحة و تدفع الكفاءات الشابة للهجرة

حجم الخط:

هبة بريس ـ الرباط 

تشهد امتحانات التوظيف التي تنظمها وزارة الصحة في المغرب جدلا واسعا بسبب ما يعتبره العديد من المترشحين والمهتمين بالشأن العام انتشارا واضحا للمحسوبية و”باك صاحبي”، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى شفافية هذه المباريات و نزاهتها.

فعلى الرغم من الشعارات الرسمية التي ترفع مبدأ تكافؤ الفرص والنزاهة، فإن الواقع، بحسب شهادات متعددة، يعكس صورة مغايرة، إذ يرى الكثيرون أن النتائج تكون محسومة مسبقا وأن الكفاءة لم تعد المعيار الوحيد للنجاح، حيث تمنح فرص التوظيف أحيانا بفضل العلاقات الشخصية والوساطات لا على أساس الجدارة والاستحقاق.

ظاهرة “باك صاحبي” التي استشرت في عدد من المؤسسات العمومية لم تعد مجرد سلوك فردي، بل تحولت إلى نمط متجذر يكرس التمييز ويضرب في العمق مبدأ العدالة الاجتماعية، و يزداد خطرها حين يتعلق الأمر بقطاع حساس كالصحة، حيث يرتبط الأداء المهني بأرواح المواطنين وجودة الخدمات المقدمة لهم.

فحين يقصى أصحاب الكفاءات الحقيقية، ويستبدلون بمن حصلوا على مناصبهم عبر الوساطة، تكون النتيجة تراجعا في مستوى الخدمات، وتناميا للأخطاء المهنية، وضياعا لطاقات شابة مؤهلة تجد نفسها في مواجهة الإحباط واليأس أو تبحث عن فرص خارج البلاد.

ويرى متابعون أن هذا الواقع يفرض ضرورة إصلاح عميق يتجاوز الخطابات الرسمية إلى إجراءات ملموسة تضمن الشفافية والمحاسبة، مثل نشر نتائج الامتحانات بالتفصيل، وتمكين هيئات مستقلة من مراقبة سير المباريات، وربط المسؤولية بالمحاسبة الفعلية.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً