هنا بريس
لم يسلم المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير من موجة جديدة من الانتقادات الحادة، بعد تسجيل حالة وفاة جديدة لسيدة حامل، هي التاسعة منذ شهور، في مسلسل مأسوي يكشف عن عمق الاختلالات التي تنخر قطاع الصحة العمومية بالمغرب.
وفي ظلّ تحركات متأخرة من وزارة الصحة وتصعيد غير مسبوق من الأطباء ونقاباتهم، تتزايد خيبة الأمل لدى المواطنين الذين فقدوا الثقة في مؤسسة يُفترض أن تحمي حياتهم لا أن تهددها.
الضحية الأخيرة، التي لفظت أنفاسها بعد نقلها من اشتوكة آيت باها إلى أكادير، خضعت لعملية قيصرية أنقذت الجنين لكنها لم تُنقذ الأم، لتعود صفة “مستشفى الموت” إلى الواجهة بقوة.
وزارة الصحة بادرت إلى إرسال لجان تفتيش مركزية وإعفاء عدد من المسؤولين، مع وعود بإعادة تأهيل البنية التحتية وتزويد المستشفى بالمعدات اللازمة. لكنّ الشارع يرى في هذه الخطوات مجرد رد فعل متأخر، لا يعالج أصل الداء.
في المقابل، تشتدّ الأزمة داخل الجسم الطبي، حيث عبّر أطباء عن رفضهم لتحميلهم وحدهم مسؤولية الإخفاقات، متهمين الوزارة بمحاولة “تقديمهم قرباناً” لتهدئة الغضب الشعبي. ومع تهديدهم بكشف “خبايا المستشفى”، يبدو المشهد مرشحاً لمزيد من التوتر.
الأسئلة تظل معلقة: هل نحن أمام بداية إصلاح حقيقي، أم أمام حلقة جديدة من مسلسل الإخفاقات الذي أنهك المنظومة الصحية المغربية؟
0 تعليقات الزوار