هنا بريس
في الوقت الذي اتسمت فيه الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية الجديدة بروح وطنية عالية بعد الخطاب الملكي، خرج البرلماني محمد السيمو عن هذا السياق بخطوة مثيرة للجدل، حين رفع شعارًا يحمل نبرة عدائية: «موت موت يالعدو، الملك عندو شعبو».
تصرفٌ كهذا يثير تساؤلات حقيقية: هل هو سوء تقدير عاطفي، أم محاولة لنسف مضمون الخطاب الملكي الداعي إلى الوحدة والتعاون؟
الملك محمد السادس دعا في خطابه إلى تسريع وتيرة العمل البرلماني، وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، والانخراط في “جيل جديد من التنمية الترابية” قائم على العدالة المجالية والاجتماعية، لا على التراشق بالشعارات أو تغذية الانقسام.
ومع ذلك، جاء فعل السيمو وكأنه تجسيد لغياب الانضباط السياسي، وتعبير عن رؤية تُعيد البرلمان إلى مربع المواجهة اللفظية بدل التفاهم الوطني.
فالمنتخبون، كما شدد الخطاب الملكي، جسور بين الدولة والمجتمع، لا جدران تفصل بين فئاته. والسياسة مسؤولية تُمارس بالحوار والاقتراح، لا بالشحن والانفعال.
إنّ ما حدث كان ينبغي أن يكون لحظة للتفكير لا للهتاف، وللتماسك لا للانقسام، فالوطن لا يقوم على شعار “مع” أو “ضد”، بل على مشترك واحد اسمه المغرب.
0 تعليقات الزوار