هدم كنيس يهودي بالعاصمة الجزائر يثير ردود فعل غاضبة في الإعلام الإسرائيلي والفرنسي

حجم الخط:

هبة بريس

أقدمت السلطات المحلية في الجزائر العاصمة، على هدم كنيس يهودي تاريخي في حي باب الواد الشعبي، في خطوة أثارت موجة غضبٍ وجدلاً واسعاً في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والفرنسية، التي رأت في العملية دليلاً جديداً على سياسة طمس الذاكرة التاريخية للجزائر.

الهدم فعل انتقائي للنظام الجزائري

ووفق مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل، فقد أشرفت مصالح الأشغال العمومية على عملية هدم كنيس “شالوم لبحار” الذي شُيّد سنة 1894، بعدما جرى تسوية أسواره رفض السلطات لتاريخ الجزائر المتنوع بالجرافات، بذريعة “تهديد المارة”.

وبررت السلطات قرار الهدم بذريعة أن المبنى شكّل خطراً على المواطنين لقربه من مؤسسة تعليمية يرتادها مئات التلاميذ. غير أن مراقبين سارعوا إلى تفنيد هذه الرواية، مؤكدين أن العاصمة تعج بعشرات المباني الآيلة للسقوط لم تلتفت إليها الدولة يوماً، ما يجعل من قرار الهدم فعلاً انتقائياً وموجهاً ضد الذاكرة التاريخية المتنوعة للبلاد.

وكشفت تقارير إعلامية أن قرار الهدم تأجل لسنوات غير أن تنفيذه تأجل بسبب اعتراضات من جهات دبلوماسية أجنبية طالبت بالحفاظ على الكنيس لما يمثله من رمزية تاريخية ودينية للطائفة اليهودية الجزائرية التي كانت يوماً جزءاً من النسيج الاجتماعي للبلاد.

وكتبت صحيفة “تايم أوف إسرائيل” تحت عنوان: “الجزائر تهدم كنيساً عمره 130 عاماً لدواعٍ أمنية”، معتبرة أن الخطوة تمثل نهاية وجودٍ رمزي لذاكرة اليهود في العاصمة الجزائرية.

رفض النظام العسكري لتاريخ الجزائر المتنوع

وذكّرت الصحيفة بأن الجالية اليهودية في الجزائر كانت تضم قبل الاستقلال أكثر من 100 ألف شخص، تقلص عددهم اليوم إلى عشراتٍ معدودين يعيشون في عزلة دينية واجتماعية خانقة، وسط بيئة لا تتسامح مع الاختلاف.

كما كشفت تقارير الخارجية الأمريكية أن عدد اليهود المتبقين في الجزائر لا يتجاوز مئتي شخص، يخفون معتقداتهم تجنباً للمضايقات.

وتشير المراجع التاريخية إلى أن الكنيس بُني على قطعة أرض وهبها شلومو لبحار، أحد أعيان الطائفة اليهودية في أواخر القرن التاسع عشر، وظل لعقود مركزاً للشعائر والاحتفالات الدينية، قبل أن يُغلق بعد الاستقلال.

وحسب مجلة “ساحل أنتلجنس”، حاول بعض أحفاد اليهود الجزائريين، بدعم من إحدى السفارات الأجنبية، إنقاذ هذا المعلم التاريخي عبر المطالبة بتصنيفه ضمن التراث الجزائري، لكن السلطات رفضت ذلك في خطوة تعكس اعتراضها على أي مبادرة تعترف بالماضي المتنوع للبلاد.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً