لماذا انتقل موقف الجزائر من الصّراخ إلى الصمت تجاه مناورات “شرقي 25″؟

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

اعتبر تقرير إسباني أن حفاظ الجزائر على صمتها بخصوص المناورات العسكرية المشتركة بين المغرب وفرنسا، والتي جرت بإقليم الرشيدية على مقربة من حدودها الغربية، “تحول واضح” عن نهجها السابق.

وكانت الجزائر قد احتجت بشكل رسمي في مارس الماضي على فرنسا، بسبب مشاركتها في المناورات العسكرية مع المغرب قرب حدودها، واصفة الخطوة بـ”الاستفزاز”.

ووجهت الجزائر وقتها عبر الأمين العام لوزارة الخارجية لوناس مقرمان، رسالة واضحة إلى فرنسا في شخص سفيرها ستيفان روماتي، جاء فيها أن “مشروع المناورات خطير”.

واعتبرت الجزائر أن هذه المناورات تحمل “الكثير من الدلالات”، مؤكدةً أنها تنظر إلى التمرين على أنه “عمل استفزازي” ضدها، وتصرف من شأنه “تأجيج الأزمة”.

وقال التقرير الذي نشره موقع “defensa” إنه على عكس رد فعلها الأخير الذي أصدرته في مارس الماضي، فإنها التزمت الصمت خلال إجراء المناورات، وذلك في “تحول واضح”.

وأضاف التقرير أن هذا الصمت “يعكس إدراكًا بأن المناورات أصبحت جزءًا من جدول التعاون الفرنسي-المغربي، وأن التكرار يفقد تأثيره مع الوقت.

وأوضح المصدر أن المناورات العسكرية، التي “لم تكن مجرد تدريب دوري، بل مؤشرا على عمق التعاون العملياتي بين المغرب وفرنسا”، اختتمت في الـ 10 من شهر أكتوبر الجاري.

واسترسل أن التمرين شمل هيكلًا مزدوجًا، يتضمن تمرين مقر القيادة (CPX) لاختبار التخطيط والتنسيق الاستراتيجي والعملياتي، وتمرين النيران الحية (LIVEX) لتطبيق التشغيل البيني على الأرض.

وأشار المصدر إلى أن التمرين عرف مشاركة مروحيات الهجوم الفرنسية “Tigre” ومروحيات النقل “NH90” مع “Gazelle” المغربية لدعم النيران والاستطلاع، بينما نسقت دبابات “M1A2 Abrams” المغربية مع وحدات المشاة الميكانيكية الفرنسية، ليظهر جوهر “المناورة الجوية-الأرضية”.

وتابع الموقع الإسباني المتخصص في الشؤون العسكرية، أن التمرين قام بمحاكاة عملية دفاعية لصد أي اعتداء على سلامة الأراضي المغربية، مع اختيار الرشيدية قرب الحدود الشرقية للمغرب لإضفاء بعد استراتيجي ورسائل سياسية متعددة الأبعاد.

وأبرز المصدر نفسه أن تضاريس جهة درعة تافيلالت الصعبة من جبال وصحراء وتباين حراري كبير، شكلت بيئة مثالية لاختبار صمود الأفراد والمعدات، مضيفاً أن المناورات سعت إلى تحويل مفهوم “التشغيل البيني” إلى واقع ملموس، حيث تعمل الوحدات المدرعة المغربية والمروحيات الفرنسية كقوة موحدة تحت قيادة مشتركة، بما يعكس طبيعة التحالفات العسكرية الحديثة.

وخلص الموقع الإسباني في ختام تقريره، إلى أن تمرين “شرقي 25” يؤكد أن التعاون العسكري قد بلغ مرحلة نضج عملياتي متقدم، يركز على بناء قدرة فعلية ومتكاملة للعمل المشترك، ويعكس قدرة رادعة مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً