الرباط تحتضن يوماً دراسياً حول دور الرقمنة في تحقيق مدن مستدامة وذكية

حجم الخط:

بحث المشاركون في يوم دراسي نظم، اليوم الأربعاء بالرباط، السبل الكفيلة بجعل الرقمنة رافعة حقيقية لتحقيق غايات التجديد الحضري نحو مدن أكثر استدامة وشمولية وقدرة على الصمود.

ويندرج هذا اللقاء، الذي نظمته الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط، بشراكة مع المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، تحت إشراف وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للمدن (أكتوبر الحضري) تحت شعار “الإنسان في صلب المدن الذكية”.

وبهذه المناسبة، أكد الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوسف حسني، أن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل قضايا التنمية الحضرية ركيزة أساسية في مشروع المغرب الحديث، القائم على العدالة المجالية والاستدامة وجودة العيش.

وأضاف أن موضوع هذا اليوم الدراسي يعد “دعوة صريحة إلى توظيف الابتكار التكنولوجي في خدمة العدالة الترابية والتماسك الاجتماعي”، مبرزا أن التحول الرقمي “لم يعد ترفا تقنيا، بل أصبح أداة إستراتيجية لإعادة صياغة علاقتنا بالمدينة”.

وأشار السيد حسني إلى أن هذه الأدوات الجديدة تعد بالغة الأهمية بالنسبة للتجديد الحضري الذي “يمثل مختبرا حقيقيا لتجريب الحلول المبتكرة في مجالات إعادة تأهيل البنايات وصون التراث المعماري والعمراني وتحقيق التعدد الوظيفي وتعزيز الانسجام الاجتماعي”.

من جانبها، أكدت المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط، أزهار أقطيطو، أن اختيار هذا الموضوع يعكس “قناعة عميقة بأن التحول الرقمي لم يعد مجرد توجه تقني، بل أصبح وسيلة حيوية لتسريع وتيرة التأهيل الحضري، وتعزيز كرامة الساكنة، وترسيخ مبادئ الاستدامة والعدالة المجالية، وتحسين جودة الحياة داخل المدن”.

وأوضحت، في هذا الصدد، أن التجديد الحضري في المغرب “يجسد رؤية الدولة الاجتماعية، باعتباره ورشا إنسانيا وتنمويا في آن واحد”، مضيفة أن الرقمنة تتيح إمكانات واسعة لتجويد التدخلات من خلال أدوات حديثة مثل الخرائط الذكية والنمذجة ثلاثية الأبعاد والمنصات التفاعلية وقواعد البيانات المندمجة، ما يمكن من فهم أدق للواقع الميداني واستباق المخاطر وتحسين التنسيق بين مختلف المتدخلين وتقييم أثر المشاريع بفعالية أكبر.

وشددت، في هذا السياق، على أن التحول الرقمي يعد في جوهره مشروعا إنسانيا قبل أن يكون تقنيا، ويتطلب إشراك الساكنة في بلورة القرار، إلى جانب المؤسسات والخبراء والفاعلين المحليين.

من جهته، قال مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، عادل زبادي، إن هذا اليوم الدراسي يعكس الإرادة المشتركة لاستخدام الرقمنة كرافعة إستراتيجية بغية تحسين جودة الحياة الحضرية، والحفاظ على التراث العمراني، وتعزيز الاستدامة.

وأبرز أن التجديد الحضري يتطلب اليوم بلورة رؤية منهجية شاملة تربط بين الأبعاد المادية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، لافتا إلى أن الرقمنة تشكل “أداة ذكاء ترابي” تمكن من الملاحظة والفهم والعمل بشكل دقيق، بما يفضي إلى وضع إستراتيجيات لتأهيل حضري أكثر إنصافا وشفافية.

والتأم خلال هذا الحدث، الذي نظم تحت شعار “الرقمنة في خدمة التجديد الحضري.. نحو مدن أكثر استدامة وشمولية وقدرة على الصمود”، ثلة من الخبراء والجامعيين والفاعلين المؤسساتيين، لبحث التجديد الحضري الذكي والحكامة والهندسة الاجتماعية من أجل إعداد خلاصات وتوصيات عملية كفيلة بتعزيز النموذج المغربي في هذا المجال.

(ومع)

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً