هبة بريس – برشلونة: عمر الرزيني
تشهد الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا في الآونة الأخيرة اتجاهًا متزايدًا نحو التفكير في العودة إلى أرض الوطن، وهي ظاهرة بدأت تتوسع بفعل مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي أعادت إلى الأذهان سؤال الانتماء والاستقرار.
ويُجمع العديد من المهاجرين المغاربة على أن التطور الملحوظ الذي يشهده المغرب في السنوات الأخيرة أصبح يشكّل دافعًا قويًا للعودة، خاصة مع بروز مشاريع استراتيجية كبرى مثل ميناء طنجة المتوسط، وتطور قطاع صناعة السيارات والطاقات المتجددة، ما وفر فرصًا حقيقية للشغل والاستثمار أمام الشباب والكفاءات.
كما برز المغرب في السنوات الأخيرة كبلد يشهد نهضة رقمية وتكنولوجية واعدة، حيث أصبحت الشركات الناشئة (Startups) والمشاريع المبتكرة فضاءً جاذبًا لرواد الأعمال والمبدعين، وهو ما جعل العديد من المغاربة في الخارج يعيدون النظر في فكرة البقاء بالمهجر.
في المقابل، تواجه الجالية المغربية في إسبانيا تحديات متزايدة أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الإيجار، إلى جانب تصاعد مظاهر التمييز والعنصرية في بعض المناطق، ما جعل كثيرين يتساءلون: “لماذا نستمر في الغربة بينما يمكننا بناء مستقبل أفضل في بلادنا؟”
ولا يمكن إغفال العامل الإنساني والعاطفي، إذ يظل الحنين إلى الوطن والعائلة أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الكثير من المغاربة إلى التفكير في العودة، بحثًا عن الدفء الاجتماعي والعلاقات الأسرية التي يفتقدونها في الغربة.
كما يشير بعض المهاجرين إلى أن الإحساس بالتقدير والكرامة داخل الوطن أصبح اليوم أكثر حضورًا، حيث يشعر المواطن المغربي أن جهوده تجد صدى واحترامًا، في حين أن الحياة في المهجر تجعل المرء في كثير من الأحيان مجرد رقم في منظومة بيروقراطية باردة.
وبين واقع الغربة وتطورات الوطن، يبدو أن الكفة بدأت تميل لصالح العودة، في وقت يُجمع فيه الكثير من المغاربة على أن المغرب اليوم لم يعد كما كان بالأمس، بل أصبح بلدًا واعدًا يستحق أن يُبنى من الداخل لا أن يُحلم به من الخارج

0 تعليقات الزوار