هبة بريس – برشلونة: عمر الرزيني
مع اقتراب حلول العام الجديد، عاد إلى الواجهة النقاش الديني والاجتماعي حول مسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وهو موضوع يتجدد كل سنة ويثير تباينًا في المواقف بين من يرى التهنئة تعبيرًا عن التسامح الإنساني، ومن يعتبرها مخالفة للعقيدة الإسلامية.
ففي الوقت الذي ترفض فيه بعض الأصوات الدينية تقديم التهاني بمناسبات مثل عيد الميلاد أو رأس السنة، يرى آخرون أن الكلمة الطيبة لا تمسّ جوهر الإيمان، بل تعكس قيم الاحترام المتبادل والتعايش المشترك بين مكوّنات المجتمع.
ويشير العديد من المراقبين إلى أن هذا الجدل يتزامن مع واقعٍ اجتماعي متقارب، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب في المدن الأوروبية والعربية، ويتشاركون العمل والحياة اليومية. كما يلاحظ أن كثيرًا من غير المسلمين يبادلون التهاني في المناسبات الإسلامية مثل رمضان وعيد الأضحى دون حرج أو حساسية دينية.
من الناحية الدينية، يؤكد عدد من العلماء والمفكرون أن الإسلام يدعو إلى المعاملة الحسنة مع جميع الناس، مستشهدين بقوله تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”. ويعتبر هؤلاء أن التهاني تدخل في إطار المجاملة الاجتماعية التي تُظهر أخلاق المسلم وتُعزز قيم التآلف داخل المجتمعات المتنوعة.
أما على المستوى الاجتماعي، فيرى باحثون في قضايا التعايش أن مثل هذه المناسبات تمثل فرصة لترسيخ ثقافة السلام وقبول الآخر، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات متعددة الديانات والثقافات.
ومع استمرار تباين الآراء، يبقى موسم الأعياد مناسبةً تذكّر الجميع بأن التفاهم والتسامح يبدآن من أبسط الأشياء — من كلمة طيبة قد تُعيد الدفء إلى العلاقات الإنسانية.

0 تعليقات الزوار