نصائح عاجلة للتعامل مع الفيضانات لتجنب الكوارث

حجم الخط:

تشكل لحظة وقوع الفيضانات مرحلة حرجة تتطلب وعيًا عاليًا وسرعة في اتخاذ القرار، حيث يمكن لتصرف بسيط أن يصنع الفارق بين النجاة والهلك. الخطر الأكبر لا يكمن فقط في قوة السيول، بل في السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها بعض المواطنين بدافع الخوف أو سوء التقدير.

أول الإجراءات الواجب اتباعها عند بداية الفيضان هو الابتعاد الفوري عن الأودية ومجاري المياه والمناطق المنخفضة، مع تجنب الاقتراب من السيول بدافع الفضول. فالمياه قد تبدو ضحلة، لكنها قوية وقادرة على الجرف في ثوانٍ، كما أن تغير منسوبها يكون مفاجئًا وغير متوقع.

من بين الأخطاء القاتلة، الاحتماء داخل السيارات أو المحلات التجارية وإغلاق الأبواب اعتقادًا بأنها توفر الأمان. هذه الأماكن تتحول بسرعة إلى مصائد مائية، لذا يجب مغادرتها فورا والتوجه نحو أماكن مرتفعة، مع ترك الممتلكات وعدم المجازفة بالحياة من أجلها.

كما يُمنع منعًا باتًا محاولة عبور الطرق المغمورة بالمياه، حتى لو كان منسوبها منخفضًا، سواء سيرًا على الأقدام أو باستعمال المركبات. تيار مائي بسيط قد يكون كافيًا لإسقاط شخص بالغ أو سحب سيارة، وهو ما سُجل في عدة حوادث مميتة خلال فيضانات سابقة.

في حال تسرب المياه إلى المنزل، يُنصح بقطع التيار الكهربائي إن أمكن دون تعريض النفس للخطر، ثم الصعود إلى الطوابق العليا أو السطح. يجب تجنب لمس الأجهزة الكهربائية أو الأسلاك المكشوفة، مع محاولة التواصل مع الجيران وطلب المساعدة.

الإنصات لتعليمات السلطات والوقاية المدنية يظل أمرًا أساسيًا أثناء الكوارث. تجاهل التحذيرات أو التصرف بشكل فردي قد يعقد عمليات الإنقاذ ويعرض الشخص والآخرين لمخاطر إضافية، بينما الالتزام بالتوجيهات يسهم في تقليل الخسائر البشرية.

تؤكد التجارب المؤلمة في حالات سابقة أن الفيضان لا يمنح فرصة ثانية، وأن الوعي اللحظي وحسن التصرف هما خط الدفاع الأول. في مثل هذه الكوارث، تكون القرارات السريعة المبنية على إدراك حقيقي للخطر هي السبيل الوحيد لتجنب خسائر فادحة وحماية الأرواح.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً