هبة بريس – الرباط
خلال خرجته الإعلامية الأخيرة، ظهر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في رباطة جأش كبيرة، تمكنٌ من الأرقام وضبط للمعطيات واستعراض للمنجزات التي قام بها فريقه خلال أربع سنوات الماضية، إلى جانب امتلاك رؤية واضحة لمسار استكمال تنزيل الأوراش الاجتماعية الكبرى لبلادنا حتى نهاية السنة الأخيرة من عمر الولاية الحكومية والبرلمانية الحالية.
لقد استطاع أخنوش، أن يحشر مناوئيه في الزاوية الضيقة، انطلق من منجز واقعي على الأرض معزز بالأرقام، مرورا باستحضار أصل عدة إشكالات تصدت لها حكومته على رأسها مسألة الماء التي وصفها بـ”الإرث الثقيل” لحكومتَي العدالة والتنمية، ليخلص وبنبرة واثقة إلى مثالية تجربته الحكومية التي يرأسها وتطلع حزبه إلى قيادة الحكومة المقبلة، التي فضل وصفها بـ”حكومة التنمية” بدل “حكومة المونديال”، وفي ذلك دلالات عميقة على رؤية الرجل لمغرب الغد في ظل قيادة ملكية حكيمة.
لقاء أخنوش تم بثه على القناتين الأولى والثالثة مساء الأربعاء، وحتى الآن لم يستطع خصومه الرد على المعطيات التي قدمها الرجل، وفي مقدمتها سؤال طويل عريض هو: لماذا لم تقم الحكومتان اللتان ترأسهما حزب العدالة والتنمية خلال ولايتين حكوميتين متتاليتين مدتهما عشر سنوات بإنجاز محطات تحلية ماء البحر بالدار البيضاء ومدن أخرى كما كان مقررا؟!
أولويات المرحلة بعيون أخنوش..
في المقابل نجد رئيس الحكومة يثمن حصيلة عمل فريقه الحكومي خلال أربع سنوات الماضية بكل أريحية، مبرزا أن أولوياته خلال الدخول السياسي الجديد هي استكمال تنزيل الأوراش الكبرى للدولة الاجتماعية، كما يريدها الملك محمد السادس، وفي ذلك رسالة واضحة للمشككين والعدميين والمشوشين، مفادها أن الملك يوجّه والحكومة تنفذ ولا عزاء للحاقدين.
أخنوش، وفي أول خروج إعلامي له خلال الدخول السياسي الجديد، أكد للرأي العام الوطني كذلك، أن حكومته متماسكة وهي ماضية في عملها حتى آخر لحظة من عمرها، وأنها ستكمل الأوراش المفتوحة في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ومشاريع كبرى في قطاعات الماء والفلاحة والاستثمارات، وذلك حتى تستطيع توفير الإمكانيات اللازمة لخلق نمو اقتصادي يستجيب لتطلعات المواطنين.
ومضى قائل بكل ثقة، إن تجربة الحكومة الحالية التي يقودها “مثالية” وغير مسبوقة في الحكومات المتعاقبة. وسجل أن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يرأسه، على غرار باقي الأحزاب السياسية، يسعى إلى تصدر التشريعيات المقبلة وقيادة حكومة “التنمية” وليس “المونديال” الذي هو جزء من الأجندة التنموية لبلادنا.
وفي تفنيد لادعاء خصومه السياسيين بأنه أقصي من الإشراف على تنظيم الانتخابات، أعرب أخنوش عن سروره بعدم تكليفه بالإشراف على تنظيم الانتخابات التشريعيات المقبلة، مضيفا أن وزير الداخلية عضو في الحكومة التي يشتغل جميع أعضائها بجدية، وأن الملك محمدا السادس كان واضحا في ما يخص موضوع هذه الانتخابات، حيث توجه إلى وزارة الداخلية في خطابه الأخير لتحمل المسؤولية الكاملة في النقاش والحوار مع الأحزاب السياسية للتحضير والإشراف عليها.
مؤشرات إيجابية..
وخلال استعراضه للحصيلة الحكومية بالأرقام والمعطيات دائما، ذكّر أخنوش بتأسيس حكومته لحوار اجتماعي “جاد ومعقول” أفرز مكاسب ملموسة شملت الموظفين والأجراء والمتقاعدين. كما أورد أن الموسم الفلاحي الحالي سيتميز بانخفاض أسعار زيت الزيتون وإحداث 200 ألف منصب شغل إضافي.
وأكد المتحدث الذي كان يجيب عن أسئلة محاورَيه برصانة، أن ورش العدالة المجالية الذي دعا إليه الملك في خطاب العرش الأخير، يأتي في صلب أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة. كما حاول البرهنة بالأرقام على نجاح حكومته في ضبط التوازنات المالية للدولة، كاشفا أن الموارد العادية للدولة مرت من 229 مليار درهم سنة 2020، ومن المرتقب أن تبلغ 427.4 مليار درهم خلال السنة المقبلة.
وفي مسألة الماء، اعتبر أخنوش، أن الإرث الحكومي كان ثقيلا في هذا المجال، قائلا إن حكومته عندما تحملت المسؤولية وجدت البلاد على حافة العطش، وأن 3 أو 4 أشهر فقط كانت تفصل الدار البيضاء والرباط عن فقدان مياه الشرب. واعتبر أن السبب في هذه الأزمة هو تأخر إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء طيلة 10 سنوات كاملة، بينما اليوم هي في طور الإنجاز، وهناك أيضا محطات سترى النور في كل من تزنيت والرباط وطنجة والناظور. وخلص إلى أن برامج تدبير الماء تسلك في مسارها الصحيح.
وعلاقة بالدخول المدرسي الحالي، أفاد رئيس الحكومة، بأن حوالي 3,2 مليون تلميذ استفادوا خلال هذا الدخول المدرسي من الدعم الإضافي الاستثنائي لتعزيز فرص التمدرس، موضحا أن هذا الدعم تم صرفه لفائدة أولياء الأمور المسجلين في السجل الاجتماعي الموحد، وهو عبارة عن 200 درهم عن كل تلميذ في الابتدائي، و300 درهم عن كل تلميذ في الإعدادي والثانوي من أجل اقتناء اللوازم المدرسية.
زلزال الحوز.. نجاعة التدبير الحكومي
ولأن الموضوع عاد للواجهة بمناسبة ذكراه الثانية، فقد أبرز أخنوش، سرعة ونجاعة الإجراءات التي اتخذتها حكومته لتدبير تبعات زلزال الحوز ونتائجها التي اعتبرها “مشرفة”، مذكرا بإحداث وكالة تنمية الأطلس الكبير هذه السنة، والانعقاد المنتظم للجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، عكس البؤس الذي يحاول البعض نشره وتسويقه بل واختلاقه.
وفي ترفع ظاهر، رفض رئيس الحكومة، التعليق على مبادرة تقديم ملتمس الرقابة التي فشلت فيها المعارضة، وأضاف أن الحكومة التي يقودها لم تتدخل نهائيا في النقاش الدائر بين مكونات المعارضة بهذا الخصوص، لأن الأغلبية مرتاحة للعمل الذي تقوم به وهي صلبة وليست هشة مثل ما هو موجود في بعض الدول.
وفي الشأن الرياضي، أعرب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن افتخاره مثل جميع المغاربة، بالعمل الذي قامت به الفرق الوطنية لكرة القدم، متوجها بالتهنئة إلى الفريق الوطني للمحليين على توقيعه على مباريات في المستوى بفضل لاعبيه ومدربيه، مؤكدا أن الفضل في هذا كله يعود أولا إلى صاحب الجلالة.
لقاء دسم من ساعة ونيف، على شاشة القطب العمومي، تمكن أخنوش عبره من أن يلجم أفواه منتقديه بالحجة والدليل، وجعلهم يبتلعون ألسنتهم الطويلة ولو إلى حين، لأن من مس فؤاده داء الحقد ومرض التشويش يصعب عليه التخلي عنه طوعا أو كرها مهما حُشر في الزاوية!
0 تعليقات الزوار