هبة بريس_ محمد منفلوطي
انتهى موسم المهرجانات والمواسم والحفلات، ووقف سكان العديد من الجماعات وخاصة القروية منها، في طابور الانتظار، ينتظرون رؤساء هذه الأخيرة لعلهم يطلقون مبادرات على الأرض تعالج وتلامس همومهم ومطالبهم وتفتح أبواب فرص الشغل، وتنتهي معاناتهم مع تدني الخدمات وضعف البنيات التحتية لمرافق التعليم والصحة والخدمات العامة..
رأيٌ يصنف ذلك ضمن خانة التسخينات الانتخابية التي تسبق كل نزال انتخابي بخيوطها التي غالبا ما تُنسج ( حسب أصحاب هذا الرأي)في السر والعلن وعلى موائد الدسم، أبطالها بعض من كائنات انتخابية اعتادت على الاختفاء والتنكر لبرامجها الانتخابية لحظة فوزها، لتُعاود العناق بطعم النفاق بلا أثر ولا انجازات تذكر، سوى الرقص على الأحزان والمواساة في الجنائز والمناسبات.
نعم هي بعض الكائنات الانتخابية، وليس جميعها (حتى لا نعمم)، التي لم تلتزم بميثاق برامجها الانتخابية إبان حملاتها السابقة…
ولأن الذكرى تنفع الناس، فقد لاحت في الأفق بعض بوادر هذه التسخينات من جديد، وصار ظهورها محط نقاش عمومي على موائد الولائم والمواسم، بل وحتى المآثم…
فهي التي باتت تُبادر وتسارع في تشييع جنائز وتواسي الأيتام ونصب الخيام لاستقبال المعزين من كل مقام ، بل تحملها الحمية نحو تركيب مصابيح الإنارة العمومية لتزيل حلكة الظلام عن أحياء وتجمعات عانت لسنوات وأيام… بل وتعطي تعليماتها أحيانا لترقيع حفرة هنا وهناك بشارع عام…
نعم، هي بعض الكائنات الانتخابية التي تختزل أدوارها بلا حشمة ووقار في هكذا أدوار، على الرغم من أن ميثاق التعاقد بينها وبين المواطنين كان أكبر وأعمق ليُلامس الشق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وخلق فرص شغل للشباب.
هي بعض الكائنات الانتخابية التي تتقن فن المراوغة السياسية، تقتنص الفرص وتوزع الابتسامات وتتقبل الانتقادات..
بل وتُسارع إلى إفشاء السلام جهرا، تُجالس الفقير البسيط وتستمع للهموم والمشاكل وتُودع بعناق حار.
هو نقاش قانوني يستمد مرجعيته من مضامين الدستور والخطب الملكية السامية التي طالما شدد من خلالها جلالته على أن الانتخابات هي فرصة تمنح المواطنين سلطة القرار في اختيار ممثليهم، وأن عليهم إحسان الاختيار لأنه لن يكون من حقهم غدا، أن يشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لهم…
نعم، لنا في خطب جلالته الكلمة الفصل والسند القانوني، لنناقش محطة سياسية على الأبواب تلك المتمثلة في الانتخابات التشريعية ل2026، والتي أراد لها جلالة الملك حفظه الله أن تكون محطة مفصلية تقطع مع مغرب السرعتين نحو تحقيق العدالة المجالية في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والتنموي..
وحتى نكون منصفين، فهناك العديد من أبناء وطني الشرفاء، ممن يحلمون ويحملون برامج انتخابية طموحة ” دون بهرحة”، يشتغلون في صمت بعيدا عن الأضواء، رصيدهم وسر قوتهم تكمن في صدقية ما عاهدوا الناس عليه، لا يسألون الناس الحافا ولا يتوسلون أصواتا، تراهم ينخرطون طواعية في تلبية الاحتياجات، ويقضون الحاجات وينصرفون في صمت..
ونحن نعيش على وقع الانتخابات، دعونا نحذر من ظاهرة التعناق في زمن النفاق والجلوس على موائد الولائم ضمن حملات انتخابية سابقة لأوانها…
لهؤلاء، نقول إن الانتخابات المقبلة هي محطة مفصلية لقطع الطريق أمام هكذا مظاهر وعادات وطقوس لم تعد تتناسب ومغرب اليوم.
لننطلق معا، وجميعا نحو انتخابات ديمقراطية برؤية واضحة وبرامج طموحة بتغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الشخصية الضيقة..
يكون فيها التنافس شريفا بروح وطنية عالية ومشاركة فعالة لإعادة صياغة الخريطة السياسية من جديد بوجوه جديدة وكفاءات عالية ورؤى كذلك، تتناغم وتصور القيادة الرشيدة لملك البلاد نصره الله لمغرب الغد..
0 تعليقات الزوار