تارودانت.. غياب مندوبية السياحة يقف عائقا أمام استثمار المؤهلات التاريخية والطبيعية

تارودانت.. غياب مندوبية السياحة يقف عائقا أمام استثمار المؤهلات التاريخية والطبيعية
حجم الخط:

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

تعد مدينة تارودانت، الواقعة في قلب المغرب، واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تحتفظ بالكثير من المؤهلات الطبيعية والتاريخية.

تارودانت تزخر بالمعالم السياحية الرائعة مثل الأسوار القديمة، الأسواق التقليدية، المعمار التاريخي، والطبيعة الخلابة التي تحيط بها، رغم هذا الغنى، فإن المدينة لم تحظَ بعد بمندوبية إقليمية للسياحة، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل القطاع السياحي في المنطقة، خاصة في ظل تحولات كبيرة يشهدها القطاع على مستوى المملكة.

– غياب بنية إدارية سياحية: عقبة أمام الاستغلال الأمثل

في خطوة لفتت الأنظار، وجهت النائبة البرلمانية خديجة أروهال سؤالًا كتابيًا إلى وزيرة السياحة، طالبت فيه بضرورة إحداث مندوبية إقليمية للسياحة بتارودانت، وأكدت أروهال في سؤالها على أن الإقليم الذي يضم 89 جماعة، ويزخر بمؤهلات طبيعية وثقافية وتاريخية فريدة، ما زال يعاني من غياب هذه البنية الإدارية الحيوية. هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على قدرة المدينة على استغلال إمكانياتها السياحية الهائلة ويحد من جذب الاستثمارات السياحية.

إن غياب مندوبية السياحة بتارودانت، في مدينة تحمل كل هذه الإمكانيات السياحية المتنوعة، يعني غياب أداة فعالة للمساعدة في تنمية القطاع وتنسيق المشاريع السياحية على مستوى الإقليم. من دون هذه المؤسسة، تصبح جهود القطاع الخاص والمجتمع المدني في مجال السياحة غير موجهة بما يكفي، كما أن المدينة لا تستطيع التفاعل بشكل سلس مع المبادرات الوطنية والدولية.

– تراجع المدينة عن الركب السياحي: غياب التنسيق وتباطؤ الاستثمارات

رغم ما تتمتع به تارودانت من جاذبية سياحية كبيرة، سواء كان ذلك في مجال السياحة الثقافية، البيئية، أو حتى الرياضات الجبلية، إلا أن المدينة تراجعت عن الركب السياحي مقارنة بالعديد من المدن الأخرى. في السنوات الأخيرة، شهدت المناطق المحيطة بالمدينة مثل أكادير ومراكش نموًا متسارعًا في قطاع السياحة، بينما ظلت تارودانت بعيدة عن دائرة الاهتمام.

السبب الرئيس وراء هذا التراجع يعود جزئيًا إلى ضعف التنسيق بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في المجال السياحي، كما أن غياب مندوبية السياحة في المدينة يجعل من الصعب تنسيق الأحداث الكبرى، وتنظيم التظاهرات والفعاليات السياحية التي من شأنها أن تسهم في إحياء القطاع. من دون هذه المندوبية، تظل المدينة غير قادرة على الاستفادة من الفرص التي توفرها السياحة، سواء من ناحية تطوير البنية التحتية أو استقطاب الزوار.

– أهمية إحداث المندوبية: تعزيز التنمية المحلية والتوافق مع الطموحات الوطنية

النائبة البرلمانية خديجة أروهال شددت في سؤالها على أن إحداث مندوبية السياحة بتارودانت أصبح أمرًا ملحًا لتعزيز التنمية المحلية. ففي وقت تخطط فيه المملكة المغربية لاستقبال تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس العالم 2030، فإن تارودانت بحاجة ماسة إلى بنية إدارية متخصصة لتنظيم هذه الفعاليات وتهيئة المدينة لاستقبال الزوار.

تسعى المملكة إلى تطوير السياحة المستدامة، وترى أن إحداث مندوبية للسياحة في مناطق مثل تارودانت سيكون خطوة هامة في هذا الاتجاه. يمكن أن تسهم هذه المندوبية في تحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، وفي تسريع عمليات تطوير البنية التحتية، من فنادق، مطاعم، ووسائل نقل. كما يمكنها أن تعمل على تأهيل الكوادر المحلية وتقديم الدعم للمبادرات التي تهدف إلى تسويق المدينة كوجهة سياحية محورية.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً