محطة الناظور للغاز.. مشروع استراتيجي يضع المغرب في قلب خريطة الطاقة

حجم الخط:

هبة بريس – محمد زريوح

في إطار مساعيه لتعزيز أمنه الطاقي وتنويع مصادر الإمداد، يواصل المغرب المضي قدماً في مشروع محطة الغاز الطبيعي المسال بميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يعتبر أحد أبرز الأوراش الاستراتيجية في مجال الطاقة.

ويأتي هذا المشروع انسجاماً مع التوجه الوطني نحو تحقيق انتقال طاقي مستدام، والاستجابة للحاجيات المتزايدة من الغاز الطبيعي، سواء على مستوى الإنتاج الكهربائي أو الصناعي.

وفي هذا السياق، كشف وزير الطاقة التركي، ألبارسلان بايرقدار، في تصريح لقناة “سي إن إن تورك” يوم الخميس 2 أكتوبر، أن بلاده تجري مباحثات متقدمة مع المغرب من أجل استئجار وحدة عائمة للتخزين وإعادة تحويل الغاز المسال (FSRU).

وأوضح الوزير أن الاتفاق قد يشمل أيضاً تزويد المملكة بالغاز الطبيعي المسال، في خطوة من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون الطاقي بين البلدين.

وتستند هذه المباحثات إلى ميزة التكامل الموسمي بين البلدين، إذ يزداد الطلب المغربي على الغاز خلال فصل الصيف، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه استهلاك تركيا 30 في المائة من إنتاجها.

هذا التباين يتيح إمكانية اعتماد إمدادات مرنة تتكيف مع حاجيات السوق، ويعزز فرص التعاون على أساس المنفعة المتبادلة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق توجه أنقرة نحو تصدير خبرتها في مجال تشغيل الوحدات العائمة، حيث سبق لها إبرام اتفاقيات مماثلة مع عدد من الدول، كان آخرها مع مصر في شهر ماي الماضي.

أما المغرب، فيراهن على حلول مرحلية كهذه لضمان تزويد مستقر بالغاز، في انتظار دخول مشروع محطة الناظور حيز الخدمة بحلول عام 2027 بطاقة استيعابية تصل إلى 750 مليون قدم مكعب يومياً، إلى جانب مركب كهربائي بدورة مركبة بقدرة 1200 ميغاواط.

يُذكر أن وزارة الانتقال الطاقي كانت قد أطلقت في أبريل الماضي دعوة لإبداء الاهتمام بالمشروع، تحت إشراف مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التي تشرف على هيكلته المالية.

وهي خطوة تهدف إلى تعزيز جاذبية المشروع لدى المستثمرين، وترسيخ مكانة المغرب كفاعل إقليمي واعد في مجال الطاقة، مستفيداً من الشراكات الدولية والخبرات التقنية المتقدمة.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً