هبة بريس- فاس
مازالت مدينة فاس تعيش حالة من الاستياء الشعبي، في وقت تتراجع فيه الأدوار الحقيقية للأحزاب السياسية التي يُفترض أن تكون صوت المواطن والمدافع عن همومه اليومية. بدل الانكباب على قضايا التشغيل، التنمية، والنظافة، الصحة ، التعليم ، نجد أن بعض الأحزاب ما زالت تغذي الخطاب الشعبوي وتستثمر في الخرافات والمظاهر الزائفة لجلب التعاطف الانتخابي.
في الأزقة والمقاهي والأسواق، يتساءل المواطن الفاسي: “فين هما المنتخبون والمنسقون؟ فين هو التغيير اللي وعدونا به؟”
الواقع يُظهر أن بوخنشة السياسي لم يختف بعد ذاك الوجه الذي يطل فقط في موسم الانتخابات، يحمل الشعارات الرنانة والوعود الفضفاضة، ثم يختفي تاركًا وراءه مدينة تعاني من التهميش والاختناق الحضري.
الساكنة اليوم تعبر عن سخطها المتزايد، ليس فقط من ضعف الخدمات، بل من غياب الرؤية السياسية الجادة. الأحزاب فقدت البوصلة، والشارع لم يعد يثق في الخطابات التي لا تلامس الواقع.
فهل تستمر فاس رهينة هذا العبث السياسي؟
وهل سيقبل المواطن الفاسي أن يُستعمل صوته مرة أخرى كوسيلة للوصول إلى الكراسي، دون أن يلمس أي تغيير في حياته اليومية؟
الزمن تغيّر… والوعي الشعبي كبر، ومن يستهين بعقول الناس اليوم سيحاسبه صناديق الغد.
0 تعليقات الزوار